دمشق-سانا
بالوثائق والأدلة تفند منظمة العفو الدولية عبر موقعها الإلكتروني الذي أطلقته تحت اسم “ركام التحرير” ادعاءات واشنطن بتحرير مدينة الرقة من تنظيم “داعش” الإرهابي لتكشف الحقيقة عن تدمير ممنهج للمدينة على يد ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة التنظيم التكفيري.
“ركام التحرير” يسلط الضوء على حجم المأساة التي تعرضت لها مدينة الرقة بعمرانها وتاريخها والمجازر التي ارتكبها طيران “تحالف واشنطن” بحق المدنيين فيها حيث اختارت منظمة العفو الدولية أن تنقل بالصور والشهادات الحية بعض ملامح المأساة التي طالت المدينة وسكانها.
آلاف الغارات الجوية والقصف العشوائي للمدينة من قبل “التحالف الأمريكي” الذي لم يقم أي اعتبار للحياة الإنسانية والقوانين والشرائع الدولية ما أدى إلى استشهاد المئات ونزوح سكانها عن المدينة وتدميرها بشكل شبه كامل لتبقى الكلمات عاجزة عن وصف حجم الكارثة التي تعرضت لها المدينة وسكانها.
الموقع الجديد المتعدد الوسائط يعرض عبر صور منتقاة مع تعليق صوتي لـ دوناتيلا روفيرا مستشارة الأزمات والمحققة التابعة للمنظمة لمحة عن عملها خلال زيارتها للمدينة في شباط الماضي وبحثها عن الشهادات والدلائل على ما جرى خلال غارات التحالف.
وأشارت المنظمة الدولية على موقعها إلى أن “الحرب المزيفة ضد الإرهاب التي تنطح لها تحالف واشنطن للإطاحة بتنظيم داعش وإخراجه من الرقة من بين الحروب الأكثر تدميرا في الحرب الحديثة” لافتة إلى أن الهجوم الذي استمر من الـ 6 من حزيران إلى الـ 17 من تشرين الأول 2017 وبقيادة القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية أدى إلى استشهاد وجرح الآلاف من سكان المدينة وحول المنازل والممتلكات والأسواق والشركات والبنية التحتية إلى أنقاض.
ولفتت روفيرا في معرض تعليقها على الصور والمشاهد التي يعرضها الموقع إلى بناء منعزل على أطراف المدينة سلم وحيدا من الدمار والاستهداف دون سواه بالرغم من أنه كان موقع احتماء لقناصي “داعش” الإرهابي في إشارة واضحة إلى ضعف القدرة الاستخباراتية لدى التحالف من جهة بحسب المسؤولة الأممية ولكنه من جهة ثانية دليل آخر يثبت صحة تقارير كثيرة تحدثت خلال السنتين الماضيتين عن علاقة وثيقة وتنسيق بين الاستخبارات الأمريكية والتنظيم التكفيري المدرج على لائحة الإرهاب الدولية.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أكثر من مرة أن واشنطن تزود تنظيم داعش الإرهابي بإحداثيات دقيقة وتمثل عقبة أساسية لهزيمته في سورية ونشرت في الـ 24 من أيلول قبل عامين صورا فضائية تظهر وجود آليات تابعة للقوات الأمريكية الخاصة في مناطق انتشار إرهابيي تنظيم داعش بريف دير الزور الشمالي عدا عن إخلاء مروحيات التحالف العشرات من متزعمي التنظيم التكفيري من جبهات القتال في الرقة والطبقة والمنصورة ودير الزور أمام تقدم الجيش العربي السوري في عملياته آنذاك في دليل واضح على وجود علاقات بين “التحالف الأمريكي” وتنظيم “داعش” الإرهابي.
وتوضح العفو الدولية أن “الإرهابيين القناصة والألغام التي زرعها التنظيم التكفيري منعت المدنيين المحاصرين من الخروج للنجاة بحياتهم جراء غارات طيران التحالف المتواصلة والقصف العشوائي على المدينة بسلاح المدفعية” مكذبة ادعاءات قائد التحالف الفريق ستيفن تاونسند من أن “الهجوم على المدينة كان أكثر الحملات الجوية دقة في التاريخ”.
وأكد أهالي المدينة الذين حاورتهم روفيرا أنهم لا يتلقون أي مساعدة تذكر من “التحالف” لمواجهة الظروف المعيشية المزرية التي يعيشونها منذ انتهاء عملية تدمير المدينة لافتة إلى أنه بعد مرور عامين يتعين على “التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة الاعتراف بحجم الدمار الذي تسبب به وتوفير المعلومات اللازمة لتحقيق مستقل فضلا عن تقديم التعويضات للمدنيين.
تدمير مدينة الرقة ربما يكون الأفظع بين جرائم واشنطن بحق الإنسانية لكنها ليست الوحيدة فقد ارتكبت اعتداءات فظيعة على الحياة الإنسانية بقصف طائرات “التحالف” الذي تقوده بقنابل الفوسفور الأبيض والعنقودية المحرمة دوليا بلدة هجين ومنطقة مزارع الباغوز وعشرات القرى والبلدات بأرياف دير الزور والحسكة وحلب.
رقم العدد: 4271