ارتفعت مياه الفرات فتأثرت حركة النقل .. الجسر الحربي متوقف والطوافة تعمل بصعوبة وخطورة … حديث جسور دير الزور مجدداً والمعاناة تنتظر حلولاً ؟!!
الفرات – عثمان الخلف
ارتفع منسوب مياه نهر الفرات بشكل غير مسبوق ما أدى إلى توقف حركة النقل مابين مدينة دير الزور والريف الشمالي ( حيث القرى الست المحررة ) خلال اليومين الماضيين ، لتعود عمليات النقل اليوم الأحد بين الضفتين بصعوبة بالغة من خلال الطوافة النهرية جانب الجسر المعلق ، فيما لا تزال حركة النقل متوقفة عبر الجسر الحربي ( الروسي ) المقام على نهر الفرات في قرية المريعية شرق دير الزور .
ارتفاع منسوب المياه وصل أعلى الجسر الحربي الذي يخدم الأهالي إلى جانب الطوافة ، حيث تنقلات الموظفين والطلبة الجامعيين و حركة تسويق الخضروات والمنتجات الزراعية والحيوانية عموم متطلبات المعيشة .
* معاناة تبحث عن حلول :
” عايش الحمد ” الموظف في صحة دير الزور والذي يقطن قرية حطلة يقول : الوضع صعب جداً ، كيف يُمكنني الانتقال إلى عملي في المدينة ، فالطوافة باتت تنقل بصعوبة الأفراد المدنيين وهي بصراحة مخيفة نتيجة ارتفاع المياه ، يضيف : لا سمح الله جريان المياه القوية وارتفاعها قد يحرفها عن مسارها ، كنا قبل هذا ننتقل عليها بدراجاتنا النارية ، أما اليوم فمشاة ، وإن أردت الوصول إلى عملك ستدفع أجرة والسؤال كيف نوزع راتبنا أكلاً وشرباً أم صحة ومواصلات ووو ؟ نطلب من المعنيين إيجاد حلول جذرية للجسور لربط الريف بمركز المحافظة وبقية الأرياف والمدن .
” حميد حديد الركراك ” أنقل يومياً الألبان والأجبان لأبيعها في المدينة ، الجسر الحربي متوقف وهو بعيد جداً عن مكان سكني في ” حطلة ” إن لم أصل المدينة وبيع منتجات حيواناتي من الألبان ومشتقاتها يعني أن لا مال لدي لتوفير مستلزماتي وعائلتي الحياتية ، إصلاح جسر حطلة ( السياسية ) يُشكّل الحل الطبيعي الذي سيخدمنا معيشياً كما سيوفر المنتجات بشقيها الزراعي والحيواني في أسواق المدينة .
الكلام السابق يؤكده المواطن ” محمد الشاهر ” من أهالي قرية الحسينية ليقول : الأقرب لسكني هي الطوافة النهرية التي تنقلني لمكان عملي في المدينة ، أهالي القرى المحررة في الريف الشمالي يعانون في تنقلاتهم ، الموظفون والطلاب وعموم حركة البيع والشراء وتصريف منتجاتهم الزراعية والحيوانية تتوقف مع توقف النقل عبرها أو عبر الجسر الحربي وبالتالي يتأثرون معيشياً كما تتأثر أسواق المدينة فترتفع الأسعار لقلة المعروض .
” إبراهيم الشعبان ” من أهالي بلدة مراط يقول : مشكلة لا يُمكن وصفها ، حياتنا تتوقف مع توقف المعبرين ( الجسر الحربي والطوافة ) وهما ليسا بالحل الأمثل ، لكنهما يخدماننا حياتياً ، نحن ممتنون للجهات الحكومية لتخديم قرانا بهما ، غير أن توقفهما عن العمل بسبب ارتفاع مياه نهر الفرات يؤكد أنهما حلان إسعافيان وهذا ما يستلزم المبادرة بالحلول الجذرية ، على الأقل إصلاح جسر حطلة الذي سيخدم قرانا ، يخدم تسويق منتجاتنا الزراعية إلى مراكز مؤسسة الحبوب لا سيما وموسم الحصاد على الأبواب ، ناهيك عن حركة تسويق الخضروات والألبان اليومية ، يضيف المواطن ” ابراهيم الشعبان ” : نعلم أن الأمر يحتاج إمكانيات وموارد مالية ضخمة ، غير أن مردوده الاقتصادي أكبر ونتمنى على المعنيين المبادرة .
” ثائر الذياب ” من أهالي بلدة مظلوم يشير إلى أن المعاناة مركبة ومتشعبة تطال مختلف الفئات الاجتماعية في قرانا : كيف يُمكن للطلبة الجامعيين التواصل مع كلياتهم أمام هذا الواقع ؟ .. كيف يُمكن لطلبة الشهادات ونحن على أبواب تقديم امتحاناتهم التقدم لها في مراكز المدينة ( وخصوصاً الأحرار ) ولك أن تلاحظ هنا المسافة البعيدة ، أجور المواصلات ، الحالات الطارئة التي يتوقف بسببها النقل ؟
الطلاب ” عبدالحكيم الخلف و يحيى الحجي وحازم الزغير ” نموذج لحل مُكّلف في سبيل متابعة دراستهم ، هؤلاء الطلبة من قرية ” حطلة ” ومعهم آخرين استأجروا منزلاً في مدينة دير الزور للتحضير لامتحانات الثانوية العامة ، يقول الطلبة الثلاثة : لا نستطيع أن نداوم من قريتنا إلى المدينة يومياً نظراً لواقع النقل الصعب وخطورته ، ناهيك عن الكلف المادية التي سندفعها ، فكان قرارنا المكلف أيضاً أن نجمع أنفسنا نحن الثلاثة مع شابين آخرين من بلدة السوسة واستأجرنا منزلاً نتقاسم قيمة أجرته ، نعاني في تحضير طعامنا ، ونعاني من ناحية الأجرة وكلفة المنزل وكثرة عددنا ولكن لاحل سوى ذلك لنتابع تحصيلنا الدراسي على أمل أن نرى حلولاً دائمة تُعيد لدير الزور جسورها وبالتالي حركة الحياة الطبيعية و إنهاء المعاناة .
* لنا كلمة :
لا شك أن موضوع إصلاح الجسور المهدمة بفعل الإرهاب المسلح وداعميه الأمريكيين هو على قائمة أولويات الجهات الحكومية التي تُدرك مدى أهميتها ، ما رصدناه هو جانب عايشته ميدانياً في تلك القرى التي زرت بعضها لثلاثة أيام ولولا أن ( الطوافة النهرية ) عادت للنقل اليوم ( أفراد فقط دون الآليات ) لكنت بقيت هناك بانتظار انخفاض مياه النهر وعودة عمل النقل النهري ، في دردشات شخصية ( تصريحات غير رسمية ) مع مسؤولين في وزارة الإدارة المحلية أبلغونا عن معلومات أن شركة أجنبية ستنفذ ( جسر حطلة ) واضاف إليه ( الجسر المعلق ) ، مسؤولون محليون في دير الزور معنيين بهذا القطاع قّدّروا كلفة الجسر المدني ( حطلة ) بثلاثة مليارات أو أكثر بقليل ، ولكونه كلام غير معلن سنستكمل في مادة أخرى الحديث مع أصحاب الشأن المعنيين لاحقاً حول قصة الجسور وإصلاحها .
مانطرحه في مادتنا المستعجلة هذه نختصره بعبارة واحدة تنقل الواقع ( جسور دير الزور شريان الحياة المقطوع ) … فمتى يتم وصله ليزداد نبض حياتنا إيقاعاً أكثر حيوية بعد خلاصنا من الإرهاب بصنوفه ؟.
ما تحقق من خدمات لمحافظة ناهضة من إرهاب أسود حيث الموت والدمار ، بلحاظ شبكة التيار الكهربائي الزاحفة نحو المزيد من المناطق ، ومحطات المياه الي باتت تخدم أغلب المدن والأرياف المحررة وغيرها الكثير الكثير يعني أننا نستطيع كجهات عامة وكأفراد أن ننهض بمحافظتنا من جديد … وهذا ماهو كائن وما سيكون .
رقم العدد: 4232