الأم السورية في الحسكة… شريكة الرجل في التضحية والعطاء

على مدى سنوات الحرب على الإرهاب في سورية ارتبط اسم الأم السورية بالتضحية والعطاء حيث قدمت فلذات كبدها فداء للوطن وهي اليوم تستكمل دورها الريادي في خدمة مجتمعها للإسهام بعملية بنائه وإعادة إعماره.

وفي الحسكة كانت ولا تزال الأم مثال العطاء اللامحدود حيث قدمت أبناءها في سبيل الوطن وعندما احتاجها مجتمعها دخلت سوق العمل ووقفت إلى جانب الرجل في عملية البناء فكانت العاملة وأم الشهيد وأم الجريح والمفقود ومن هؤلاء النساء والدة الشهيد شادي حسين التي تحدثت لـ سانا عن بطولة ابنها الذي استشهد منذ 4 سنوات مع عدد من رفاقه في مواجهة الإرهابيين بريف دمشق.

وقالت: “أشعر بفخر حين أجلس مع الناس وأنا أم الشهيد ويزيد من فخري قناعتي بأن دماء ابني ورفاقه امتزجت بتراب سورية لتحمينا من كيد الأعداء وتبث فينا العزيمة وتعزز في نفوسنا معاني الصمود لدحر الإرهاب عن مجمل أرضنا وتحقيق النصر لتعود سورية الخير كما كانت”.

أم الشهيد الذي فدى بروحه تراب دمشق تيسير بشير خليل من قرية الطواريج بريف القامشلي اكدت أن تضحيات الشهداء في سبيل الوطن صانت الأرض والعرض وهي مدعاة فخر لكل إنسان وطني شريف.

وأمام تحديات الحرب الإرهابية ومفرزاتها كان لا بد للأم المعطاء أن تكمل مسيرة البذل لتخرج من بيتها إلى سوق العمل خدمة لمجتمعها وأسرتها ومنهن السيدة رويدة التي آثرت الخروج من منزلها لتتعلم مهنة تساعدها ماديا فتوجهت إلى مركز التدريب المهني بمدينة الحسكة وتعلمت فيه مهنة الخياطة النسائية وحازت بنهاية الدورة التدريبية على عدة كاملة لمهنتها مجانا.

اليوم وفي منزلها الكائن بناحية تل تمر أصبحت رويدة سيدة منتجة لتثبت أن المرأة السورية كانت ولا تزال معطاءة داعية كل فتاة وسيدة للمشاركة في إزالة آثار الحرب الظالمة عن مجتمعنا من خلال دخول سوق العمل والإنتاج.

أما ثورة فكانت أول سيدة بالحسكة تعمل على سيارة شاحنة لنقل البضائع متحدية بإرادتها القوية نظرة المجتمع وساعية في الوقت ذاته إلى تأمين مصدر رزق لأسرتها حيث قالت “قدر الأم السورية العطاء والتضحية ونتيجة الظروف التي مرت بها سورية اضطرت عدة نساء للقيام بدوري الام والأب بعد فقده نتيجة الحرب فكانت الأم الحنون على أطفالها في المنزل والعاملة المجدة في سوق العمل”.

كما دعت ثورة النساء إلى أخذ دورهن الإيجابي والمساعدة في إعادة بناء الوطن لأنه اليوم بحاجة لجهود جميع أبنائه الأوفياء.

السيدة عفاف محمد التي تصنع الهدايا وإكسسوارات الزينة رأت أن المرأة يمكن أن تكون معطاءة من منزلها في حال لم تستطع الخروج منه لأسباب عدة كوجود أطفال صغار بحاجة لرعاية مستمرة مشيرة إلى أنها تعلمت هذه المهنة من إحدى صديقاتها وتقوم حاليا بتصنيع الهدايا في منزلها وبيعها للمحال التجارية.

رقم العدد: 4207

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار