عاد مرض الحصبة، الذي يصيب عادة الأطفال، إلى الواجهة من جديد مع تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بهذا المرض في عدد من الدول، لا سيما الغنية منها مثل ألمانية والولايات المتحدة ونيوزيلاندا.
ومع عودة مرض الحصبة، عاد الجدل أيضا، المستمر منذ 80 عاما، بشأن فعالية اللقاحات التي تعطي للأطفال لمنع الإصابة بالمرض، حتى أنه وصل إلى نواب في مجلس الشيوخ الأميركي هذه المرة.
وتعد الحصبة مرضا فيروسيا معديا يصيب عادة الأطفال وفي بعض الأحيان الكبار، ويتسبب بارتفاع درجة الحرارة واحمرار العينين، قبل أن يظهر طفح جلدي يبدأ بالوجه وينتشر في جميع أنحاء الجسم.
وكشفت مراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية، عن 206 إصابات بالحصبة في يناير وفبراير الماضيين، ليكون 2019 أسوأ عام تسجل فيه البلاد هذا العدد من المرضى منذ 1992.
ودفعت الدعاية المضادة للقاحات التي تقودها جمعيات طبية في دول عدة عبر العالم، بعض الآباء، إلى عدم تطعيم أطفالهم ضد بعض الأمراض المعدية، ومنها الحصبة، الأمر الذي ساهم في ظهورها مجددا.
ولم يقتصر انتشار المرض على الولايات المتحدة، بل ظهر مجددا في نيوزيلاندا والفلبين ومدغشقر وألمانيا، مما دفع منظمة الصحة العالمية، مطلع هذا العام، إلى إدراج رفض التطعيم ضمن أكثر 10 أخطار تهدد الصحة العالمية.
وتسلمت المراكز الصحية في منطقة كانتربري في نيوزيلندا مؤخرا آلاف الجرعات من لقاح الحصبة بعد اتساع نطاق تفشي المرض إلى 20 حالة، في وقت حذر مسؤولو الصحة من ارتفاع هذا العدد مستقبلا.
ويرفض بعض الآباء هذه اللقاحات، لأسباب فلسفية أو دينية، أو مخاوف من أن لقاح الحصبة والغدة النكفية والحصبة الألمانية، قد يسبب التوحد عند أطفاله، وهو أمر أثبت الطب عدم صحته.
وعلى الرغم من أن اللقاح فعال بشكل كبير في القضاء على المرض، فقد قالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 110 آلاف شخص توفوا على مستوى العالم بسبب الحصبة في 2017. ومعظم حالات الوفاة كانت لأطفال دون سن الخامسة.
رقم العدد: 4198