كثرت الأنباء التي تتناول لعبة “مومو” وعلاقتها بعمليات انتحار أو مقتل أشخاص، وأصبحت صورة “مومو” المرعبة شائعة للغاية وتكاد لا تختفي عن شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية.
ويثير وجه مومو الذعر عند رؤيته، خصوصا بأنفها المقلوب وعينيها الواسعتين والمنتفختين وفمها الكبير الممتد على طول وجهها بضحكتها المثيرة للخوف، بحسب ما ذكر موقع مجلة “بوبيولر ساينس”، لكن لماذا تثير هذه الصورة الكرتونية الخوف والذعر في الناظر إليها؟
يعتقد أستاذ علم النفس بكلية نوكس في غيلسبيرغ بولاية إلينوي، فرانك ماك أندرو، الذي يدرس ظاهرة الريبة والذعر أنه “عندما ترى أشياء مثل مومو، فإنها تحفز القدرة على الانتباه.. وتدفع المرء إلى التركيز على شيء ما ويحاول فهمه من خلال معالجته”.
وتشكل الحيرة النابعة من ذلك أساس العواطف والأحاسيس، التي يفسرها الإنسان باعتبارها شعورا مخيفا.
ويشكل وجه مومو في التحدي جزءا من الشخصيات أو الدمى المرعبة، التي ظهرت في عدد من الأفلام والمسلسلات، واعتاد المرء أن يراها باعتبارها مخيفة.
وفي الصورة يتعرف المرء على الشكل العام للوجه، لكن ما يصدمه الأبعاد غير الحقيقية للفم والعينين، التي لا يمكن أن تتسم بكونها طبيعية بالنسبة لعقل الإنسان العادي، وبالتالي يتعامل معها باعتبارها مرعبة.
وتعتقد عالمة الاجتماع ومؤلفة كتاب “الصرخة: مغامرات مرعبة في علم الخوف”، مارغي كير، أن “الناس يحبون الوجوه.. ونحن (البشر) مصممون للتعرف عليها وتحليل تعابيرها لنقرر بسرعة إذا كان ممكنا أن نثق بها أم لا.. وشيء مثل مومو يحفز نوعا من حالة الخطأ في أدمغتنا”.
وفي العادة فإن النظام، الذي يستخدمه الإنسان لتصنيف وتحليل الوجوه لا يمكنه العمل كما اعتاد الأمر عندما يرى مومو، الأمر الذي يخلق حالة من النفور.
ويساعد الاعتياد على الصورة في تحويلها إلى رمز مألوف، وهو ما يخفف من الشعور بالخوف.
رقم العدد: 4194