للسرطان قدرة خارقة على التهرب من الدفاعات الطبيعية للجسم قبل تدميرها والقضاء على صحة الإنسان، مما يجعل المرض الخبيث قاهرا وقاتلا، لكن ماذا لو نجح العلم في إيجاد طرق جديدة لتعزيز النظام المناعي وتقوية قدرته على التصدي؟
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن “العد العكسي للقضاء على السرطان قد بدأ”، مشيرة إلى أن العلاج المناعي يغير بشكل جذري صحة المرضى، الذين عانوا من الأورام الخبيثة لمدة طويلة.
وجاء في مقال افتتاحي صدر مؤخرا في صحيفة “JAMA” الطبية، أن المرضى المصابين بسرطان متقدم يعيشون أطول لسنوات وليس لأشهر كما كان يعتقد، مضيفا أن “العلاج المناعي يمثل الكثير من التقدم في هذا المجال، بالرغم من أنه لا يساعد الجميع، كما أن آثاره قد تكون صعبة”.
ولا يزال “مجال العلاج المناعي” في بدايته، إذ يواصل الباحثون والعلماء إجراء أبحاث وتجارب سريرية من أجل إيجاد أفضل وأنجع الطرق لتحسينه، خاصة وأنه أثبت نجاحه في أقل من نصف المرضى.
ويقول الخبراء إنهم يحاولون إيجاد صيغة جديدة للعلاج المناعي بحيث لا يستهدف الخلايا، وهي المشكلة التي تشدد عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وأضافوا: “نحاول حاليا التركيز على علاج جديد سيركز على جزء آخر من جهاز المناعة، وهو البلعم”. والبلعم هي الخلايا المشتقة من الخلايا الوحيدة (أحد أنواع الخلايا البيضاء).
ويساهم البلعم في المناعة اللانوعية والمناعة الخلوية النوعية، من خلال التهام وتدمير الميكروبات والفيروسات والمواد الغريبة الأخرى.
وأجريت تجاربة أولية في هذا السياق، إلا أن الباحثين لا يزالون متحفظين على النتائج والتفاصيل، معتبرين أن “الوقت مبكر”، وأنهم “بحاجة إلى التحقق أكثر من النتائج”، وفق ما نقلت مجلة نيو إنغلاند الطبية.