الحسكة… عامٌ على التحرير وحلمٌ مؤجَّل

في الوقت الذي تحتفل فيه المحافظات السورية بعيد التحرير عبر فعاليات تُجسّد روح الانتصار وعودة الحياة إلى طبيعتها، تقف محافظة الحسكة على هامش هذه الاحتفالات، وكأن الزمن فيها ما زال يُقاوم الحركة.
فبعد عامٍ كامل على التحرير الذي طوى صفحة النظام البائد، ما يزال أبناء الحسكة ينتظرون أن يشاهدوا ملامح التغيير الحقيقي تتجسد في مدينتهم.
أهل الحسكة، بكل فسيفسائهم الجميلة وتنوعهم الاجتماعي، يحملون أملاً بسيطًا لكنه جوهري: أن يعيشوا حياة طبيعية كبقية السوريين، أن يستيقظ الطالب صباحًا متوجهًا إلى مدرسته، وأن يذهب الموظف إلى عمله بلا عوائق، وأن يُفتح باب دائرة حكومية ليستقبل طلباتهم، وأن تعمل المصارف على خدمة الناس بدل أن تبقى مغلقة خلف جدران الصمت والانتظار.
إنّ مشهد الدوائر الحكومية والمدارس والمصارف المغلقة لا يزال يعكس تأخر عجلة الخدمات في المدينة، رغم توق شديد من الأهالي لمؤسسات تقدّم لهم ما يستحقونه من رعاية، وما يليق بكرامتهم وحقهم في الحرية. في الحسكة اليوم، لا يطالب الناس بالكثير؛ يطالبون فقط بوطن حيّ، ودولة حاضرة، ومؤسسات فاعلة تُعيد إليهم الثقة بأن التحرير لم يكن حدثًا عابرًا، بل بداية لمرحلة جديدة.
الحسكة، رغم ما تمر به، ما تزال مدينة تحلم وترفض أن تتخلى عن حلمها، حلمُ الانفتاح، التنمية، التعليم، والعمل… حلمُ أن تكون جزءًا كاملًا من سوريا التي يريدها أبناؤها: سوريا تجمع الناس لا تفرّقهم، وتبني مستقبلًا يليق بتضحياتهم.
ربما لا تحتفل الحسكة اليوم كما تحتفل باقي المحافظات، لكنها تحتفل بطريقتها الخاصة: بأملٍ عنيدٍ لا ينطفئ، وبإصرار أهلها على أن يكون الغد أفضل مما مضى.
حجي المسواط

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار