لا أحد ينكر حق المواطنين في التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم بكل الوسائل القانونية والممكنة، وأساسا فإن ثورة الشعب السوري هي ثورة حرية قامت ضد القمع والاستبداد ومنع الحريات التي كان يمارسها نظام الأسد وأجهزته القمعية.
لكن يبقى السؤال هل ما جرى يوم أمس من تجمعات احتجاجية في بعض مناطق الساحل السوري كان في هذا الإطار الذي يعبر عن مطالب معينة، ونابعة من عدم وجود قنوات تواصل بين هؤلاء المتجمعين والاجهزة الحكومية في الدولة؟ ،قطعا الجواب هو لا، والدليل أن قوى الأمن الداخلي هي من عملت على تأمين تلك التجمّعات وأفشلت أي محاولات لاستغلالها من جهات تسعى لنشر الفوضى.
لكن السؤال الأهم، لماذا جاءت هذه التجمعات والاحتجاجات في هذا التوقيت الذي تخطو فيه القيادة السورية الجديدة خطوات هامة على الصعيد السياسي والاقتصادي، فمنذ زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومارافقها من نجاحات وماواكبها من اهتمام واسع، يسعى عدد من الاطراف لبث الفوضى وافتعال احداث تصرف النظر عما يتحقق من إنجازات سياسية ودبلوماسية واقتصادية.
كما أن هذه التجمعات التي تأتي بدعوات من أطراف غير وطنية تأتي قبيل أيام من حلول الذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة السورية التي يتهيأ كل أبناء الوطن لاحيائها.
عموما فإن مسعاهم خاب وفشل، وكان رد أبناء الوطن واضحا وصريحا نحن مع سوريا الدولة، مع وحدتها وسلامتها وبث الأمن والاستقرار في كافة ارجائها، وهدفنا إعادة البناء والاعمار، ومن يلتفت للدعوات الخارجية التي تستهدف زعزعة الاستقرار في هذا البلد لن ينال الا الخيبة والخذلان ، فعقارب الساعة لاتعود إلى الوراء.
الفرات