لا جديد يُذكر… الحوادث ذاتها، الإهمال ذاته، والنتيجة: مزيد من الأرواح تُزهق على الأسفلت، وكأن الأمر قدرٌ لا يمكن تغييره.
الطريق الذي يربط دير الزور بباقي المحافظات، ويمتد إلى حدود العراق، بات اليوم مرادفًا للخطر، فالمآسي تتكرر بوتيرة مخيفة، من دون أن نرى خطوات عملية تحدّ من هذا النزيف اليومي.
نحن أمام ملف ينزف صراحةً على مرأى من الجميع؛ طريق حيوي يُفترض أن يكون شرياناً آمناً للحركة التجارية والإنسانية، لكنه تحول إلى فخ قاتل بسبب غياب الصيانة، وانعدام أدوات السلامة العامة، وتهالك بنيته التحتية، ومع اقتراب فصل الشتاء، تتضاعف المخاطر: انزلاقات، فيضانات، انجراف للتربة إلى منتصف الطريق، تماماً كما شهدنا في السنوات الماضية. أضف إلى ذلك افتقار الطريق للجسور المائية، والمنصفات، وزراعة الأشجار لتثبيت التربة، فضلًا عن غياب الشاخصات التحذيرية والإرشادية.
فهل يُعقل أن تبقى حياة الناس رهن المصادفات؟!
إن وزارة النقل وسائر الجهات المعنية أمام مسؤولية مباشرة وواضحة: التحرك العاجل قبل أن نصحو كل يوم على مأساة جديدة، ليس مقبولاً أن يستمر الوضع على ما هو عليه، ولا يجوز أن نعتاد الحزن وكأنه طبيعي.
اليوم قبل الغد… يجب إعادة تأهيل الطريق وتزويده بكل متطلبات السلامة. فالأرواح لا تُعوّض، وانتظار الحلول لم يعد خياراً.
نأمل أن نرى التحرك الفعلي، لا البيانات والتصريحات، لأن الطريق لم يعد يحتمل التأجيل.
الفرات