“الميمر” غناء فراتي أرشفوه في ذروة ساعات الفرح

تجلى الأثر الهائل لنهر الفرات بطغيانه الجمالي في أغاني هذه المنطقة منذ بداية شمس الحضارة من خلال الكلمة ثم اللحن، وتعد الأغنية الفراتية أكثر بهجة وفرحا من باقي الأغاني السورية لأنه تم أرشفتها وتدوينها في حفلات الأعراس.
وهناك بعض الأنواع من الأغنية الفراتية اختصت بهذا الفرح، وصارت بعدما تحولت تراثا طقساً من طقوس الأعراس، ونذكر منها:
الميمَر (الممر):
وُجد غناء الميمَر منذ قرنين تقريباً من قبل سكان الفرات الأوسط، وقد أطلقوا عليه مسميات عديدة مثل: اللِّيمَر، ميمَر،عليمَر، عالمَامَر، أما تسميته (الميمر) فيقال أنها جملة مُحَرَّفَة، أصلها على الذي لم يمر، وقد تكون كلمة (عالميمر) أو (عالمامر) تعني السائر على الممر أي (الطريق)، وقد تكون ميْمَر من السريانية القديمة التي تعني (القصيدة الطويلة)، وجمعها (مَيَامِر) من فعل (إيمر) بمعنى القول عندما يسمون الشعر (القول) والشاعر (قَوَّال)، ويقول الأديب العراقي “علي الخاقاني” في كتابه “فنون الأدب الشعبي”: ربما سمي بإسم (الميمر) وهو (الدِّيْرَم) الذي تستعمله نساء الريف على الشفتين للزينة وهو (قشرة الجوز).
والميْمَر غناء يُنظم في بحر شعري مستقل بذاته، ويأتي وزنه العروضي: (مستفعلن مستفعلن مستفعل)، وتُنظم أشعاره بأربع شطرات، تتماثل فيها الكلمات الأخيرة من كل شطر من الشطرات الثلاثة الأولى، وكل كلمة تعطي معنى مختلفاً، أي كأنها جناس ولكنها تقوم على التورية، وتكون القافية في الشطر الرابع راء ساكنة (رْ)، كما يُنظم الميمر بقوافي متعددة، غير أن الراء الساكنة هي الغالبة. يستعمل غناء الميمر في (الغزل، الفخر، والحماسة)، وجميع الأمثلة التي وجدت جاءت في مقام البياتي.
ويُغنى الميْمَر في (الدبكة) مصحوبا بموسيقى الطبل والمزمار
المزدوج (المْطَبَّق)؛ والمثال التالي يوضح ذلك:
مَا مَر زَمَانِي مَا سَقَانِي مَا مَر هل كِنتْ أرِيدَه اَ رح و يا العَسْكَرْ
يَا بُو خِديدَ الوَرْدِتِينْ الجَنَّة عَجُوزْ مَا تِرْضَى بْشِغْل الكَنَّة
خَدْ البْنَيَّه يَا وَلَدْ جَنَّة عَسَلْ مَذْرُورْ فُوقَه السُكر
أُم الخِدِيْد ال وَرِدْتِي ال هَاوِينِي ويَا سَحنة الكِحِل بال هَاوِينِي
إنْ كَان قَلبَك مِن صِدِق هَاوِينِي تِعْمَى عُيُون ال مَا تْحِبَّك أكْثَرْ
الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار