يقول الباحثون إن المفردات الرقية خصوصاً والفراتية عموماً أقرب ما تكون إلى الفصحى، لأن الرقة تعد قاعدة ديار مضر، كما أن لهجة الرقة معقدة وبعيدة كل البعد عن باقي لهجاتالمناطق المجاورة، وهي ثقيلة على أسماع غير الناطقين.
ويرى الدكتور رمضان عيد النواب في كتابه “فصول” في فقه اللغة أن اللهجة الرقيّةتمتاز ببعدها عن التكلف والتصنع، وأبرز ما يلاحظ عليها نطق الكاف جيماً معطشة، مثل: كانت تلفظ “جانت” ولايزال أهل الرقةعموماً محافظين على لهجتهم رغم الحداثة التي غزت المنطقة.
يميل أهل الرقة إلى الكشكشة وهي إبدال كاف المؤنثة شيناً في الوقف والأصل ومثال ذلك “عندك،بعدك، لأنك”، وتلفظ في لهجة الرقة “عندج، بعدج، لانج” وتختص بهذه اللغة قديما ربيعة ومضر وحمير، وأهل الشحر من قضاعة ومهرة
يتكلمأهل الرقة لهجة واحدة، وهذه اللهجة لا يتكلم بها إلا أبناء منطقة ما كان يعرف بـديار بكر وربيعة التي سكنت المنطقة إضافة إلى من هاجر منهم إلى غيرها من الأماكن الأخرى،وهناك “العنعنة” وهي إبدال الهمزة عيناً كأن يقول القائل “سعال” بدلاً من سؤال، وتكثر في لهجة “العفادلة” وتقل في لهجة أهل المدينة من القولوالفدعان من البدو، فالكلمات: قرآن، هيئة، سؤال تلفظ “قرعان، هيعة، سال”، وهي قديماً لغة تميم، وقيس، وأسد لهجةالرقة معقدة وبعيدة كل البعد عن باقي لهجات المناطق المجاورة، وهي ثقيلة على أسماع
غير الناطقين بهذه اللهجة من أبناء سورية، وهناك القلقلة وهي في اللغة كسر حرف المضارعةإطلاقاً، وفي لهجة الرقة تكسر حروف المضارعة عدا الألف؛ فالكلمات: تجمع، يحضر، نلعب،
ترتفع تلفظ: يِجمع، يِحضر، تِلعب، تِرتفع وتنسب هذه اللهجة قديماً إلى البهراء، وبعضمن كلب، وهذيل وربيعة من العرب، كما يميل أهل الرقة إلى كسر أوائل الأسماء مثل كلمة تلفظ، وقديماً كانت هذه اللهجة لبني أسد، وعامة، وقيس، وتميم
: إنالكسر أصيل في اللغة العربية، والفتح محدث طارئ على اللغة جاء فيما بعد يلغي عنها صفة اللهجة، ويدرج هذا النوع في الخصائص المبكرة للغة الأم، وهي لهجة قريبة من الفصحى لماتحمله في جوفها من ألفاظ وكلمات عربية قديمة لن تسمعها إلا على ألسنتهم، وفي بطون الكتب
القديمة، وحركات كالضمة والكسرة والسكون وإمالة الألف، وهي لهجة مصدرها واحد وجذورهاجزرية وإن اختلفت قليلاً في حركتها من منطقة لأخرى من مناطق الناطقين بها.
الفرات