كشفت مصادر إعلامية عن التوصل إلى اتفاق مهم يقضي بوضع خطة لإجلاء المواطنين السوريين من مخيم الهول في الحسكة، والذي يضم أكثر من 37 ألف شخص، معظمهم من عائلات مقاتلي تنظيم “داعش”، إلى جانب مواطنين من جنسيات مختلفة، بينهم عراقيون وأجانب.
الاتفاق جاء عقب اجتماع جمع ممثلين عن قوات سورية الديمقراطية “قسد”، والحكومة السورية في دمشق، ووفد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتم التوصل خلال اللقاء إلى “آلية مشتركة” تسمح بإعادة العائلات السورية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية، وهي خطوة غير مسبوقة بعد سنوات من اقتصار عمليات الإعادة على مناطق الإدارة الذاتية الكردية فقط.
المخيم، الذي يقع تحت سيطرة قوات “قسد”، يعاني من ظروف إنسانية قاسية، حيث أكدت منظمات حقوقية محلية ودولية مراراً تدهور الوضع الإنساني فيه، مشيرة إلى انتشار العنف، وسوء خدمات الرعاية الصحية والتعليم، إضافة إلى ارتفاع معدلات الجريمة، ووجود خلايا نائمة موالية للتنظيم تستغل الفوضى الأمنية داخل المخيم.
وكانت الإدارة الذاتية قد أنشأت آلية منذ سنوات لإعادة وتأهيل السوريين الراغبين في مغادرة المخيم إلى مجتمعاتهم في شمال وشرق سورية، حيث تم افتتاح مراكز لإعادة دمجهم اجتماعياً ونفسياً.
إلا أن هذه المبادرات لم تشمل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، ما جعل الاتفاق الجديد يشكل تطوراً لافتاً في سياق التنسيق بين الأطراف المعنية، ويعكس نوعاً من الانفتاح بين السلطات الكردية والقيادة الجديدة في دمشق.
ويُنتظر أن يُترجم هذا الاتفاق على الأرض قريباً من خلال تفعيل آليات نقل العائلات السورية، وسط مطالبات دولية بضرورة إغلاق المخيم بشكل نهائي وإنهاء معاناة الآلاف من النساء والأطفال المحتجزين فيه دون محاكمة أو مسار قانوني واضح.
الحسكة ــ حجي المسواط