ولد الشهيد مازن حمادة عام ١٩٧٨، بتواضع جم كتب عنه ذووه يقولون: متظاهر سلمي واحد من الملايين الذين نادوا بالحرية والكرامة، بالعدالة وسيادة القانون، وتداول السلطة.
اعتقل لمرتين في ٢٠١١ و٢٠١٢، لفترات قصيرة، وأطلق سراحه، وكان أحد المؤسسين لشبكة أخبار دير الزور DbN
كان في دمشق محاولا مع ابن اخته فهد صبحي الجاسم، وابن أخته الأخرى محمد الدخيل ، العمل على إيصال مساعدات إلى درعا، استجابة لبيان الحليب المعروف؛ عندما ألقى عناصر أمن النظام الساقط القبض عليهم ثلاثتهم نهاية ٢٠١٢، وأفرج عنهم بمعجزة في ٢٠١٥.
وغادر إلى هولندا، وبدأ نشاطا لا يهدأ أمام منظمات المجتمع الدولي، في الأمم المتحدة، في لاهاي، في الكونغرس الامريكي، وبعض البرلمانات الأوربية.
أجرت معه أكبر الصحف العالمية لقاءات عديدة، متلفزة ومكتوبة وأثارت مصداقيته وجديته اهتمام الكثير من الصحفيين الأوربيين، منهم الصحفية الفرنسية غارانس لوكان التي كتبت سيرته الذاتية مع المرور على سيرة الثورة السورية بمجملها من خلال تجربته الشخصية وكان الكتاب بعنوان: سيرة مغيب لم يعد.
تتثمل ذروة عذابات الشهيد، بعد استدراجه من قبل مخابرات النظام الساقط والضغط عليه بإغرائه بالإفراج عن باقي افراد اسرته شرط تسليم نفسه لهم، وحين لم تنجح، عمدت مخابرات النظام الساقط، إلى تهديده باعتقال أخواته في سوريا، ولما كان اليأس والاضطراب. قد اخذا منه ما تبقى فيه من امل،. استطاع بعض عملاء المخابرات استدراجه إلى ألمانيا، وتسفيره إلى سوريا بجواز سفر مزور، فكونه لاجئ سياسي، كان ممنوعا من مغادرة دول الاتحاد الاوربي كلها.
وبذلك وجد نفسه مسلوب الإرادة في مطار دمشق، حيث كان عناصر الجوية بانتظاره، وضعه النفسي المنهار، ووضعه الجسدي كذلك، وحقد السلطات الرهيب عليه، جعل عائلته تصدق بأن جلاوزة النظام قد صفوه فعلا لحظة الإمساك به.
لكن صور جثته المهشمة بعنف يندر حدوثه، أصاب عائلته وأصدقاءه بصدمة مروعة، حين انتشرت صوره في اليوم الثاني تماما لسقوط النظام.
تواترت الأخبار ممن شاهدوه في سجن صيدنايا، على انه رفض عروض النظام عليه بكل المغريات للخروج على وسائل الإعلام وإنكار جميع اقواله التي سبق أن أدلى بها امام المنظمات الدولية والصحف العالمية والادعاء كالعادة، بأنه قد صرّح بها تحت الضغط والتهديد.
لكنه ظلّ ثابتاْ محتملا كل وسائل التعذيب والتنكيلل حتى لفظ آخر أنفاسه، وذلك قبل سقوط النظام بأيام معدودة.
شيعته دمشق بجنازة مهيبة، مشى فيها الناس مطالبين بمحاسبة القتلة، والإصرار على وحدة الشعب السوري، والأمل بمستقبل أفضل؛ بوطن كريم. جدير بتضحيات أبنائه.
صحيفة الفرات