بين ورقة الضغط والختام التاريخي.. الدوسري وصلاح وجهان لعملة واحدة

لكل بداية نهاية في جميع أمور الحياة، وليس في كرة القدم فقط، ولكن الشيء الأصعب هو الرحيل الصادم، أو الفراق على عكس المتوقع، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات.

فعندما يصعد اللاعب، أولى درجات المجد، يبدأ التفكير في التاريخ الذي سيصنعه، والمكانة التي سيصل إليها، ومع مرور السنوات، تتكون فكرة الختام من الباب الكبير أو الرحيل كما ينبغي.

لكن في بعض الأحيان، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث ترغب بعض إدارات الأندية الكبرى، في تجديد الدماء والتخلص من أصحاب الأعمار المرتفعة، وهو كابوس يؤرق جميع النجوم الكبار.

ومن ضمن هؤلاء النجوم، الثنائي العربي التاريخي المتمثل، في المصري محمد صلاح، جناح ليفربول، والساحر السعودي سالم الدوسري، قائد الهلال، حيث يتشابه موقفهما إلى حد كبير.

غموض أم ضغط؟

سيطرت حالة من الغموض، على مستقبل الثنائي سالم وصلاح، سواء مع الهلال أو ليفربول، طوال الأشهر الماضية، بسبب تعنت إدارة الناديين في تنفيذ شروطهما.

ويرغب كل منهما في الحصول على عقد لمدة موسمين على أقل تقدير، مع امتيازات مالية أخرى، بهدف الخروج من الباب الكبير، والاستمرار في تحقيق الأرقام التاريخية.

وشهدت الأسابيع الأخيرة الماضية، تقدم الهلال بعرض لمدة موسم واحد فقط من أجل التجديد لسالم الدوسري، وهو ما رفضه اللاعب، متمسكا بالبقاء لمدة أطول.

في المقابل، تمسك صلاح بشروطه، وهو ما خلق نقطة الخلاف مع إدارة ليفربول، وتسبب في خروج اللاعب، للإعلان عن خروجه في نهاية الموسم الجاري.

جاء ذلك، بعدما خرج محمد صلاح في العديد من المناسبات للضغط على النادي من أجل التجديد له من خلال الأحاديث التلفزيونية المختلفة، مما تسبب في غضب الجماهير من الإدارة.

كذلك، قام الدوسري بنفس الأمر خلال المؤتمر الصحفي الأخير عقب الانتصار على بيرسبوليس الإيراني (4-1)، حيث أبدى اللاعب رغبته في الختام مع الهلال، بعد الاستمرار لسنوات طويلة، وهو ما دفع الجماهير للضغط على الإدارة.

وبين هذا وذاك، خرجت تقارير صحفية في الفترة الأخيرة، تشير إلى أن الهلال رضخ لمطالب الدوسري، وسيجدد عقده لمدة موسمين، وهو نفس ما حدث مع صلاح في إنجلترا.

ولكن من الممكن أن تكون هذه الأنباء، بمثابة الضغط على إدارة الناديين، في الوقت الذي يتمسك فيه الثنائي صلاح والدوسري بشروط المدة والراتب.

مستوى مذهل

رغم وصول صلاح إلى 32 عاما، إلا أنه يقدم مستويات خيالية خلال الموسم الجاري في مختلف المسابقات، بفضل أرقامه المثيرة وقدرته على حسم المباريات، وهي ورقة أخرى للضغط على الإدارة.

صلاح شارك في 34 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 26 هدفا، وقدم 18 تمريرة حاسمة، وهو الهداف الأول للبريميرليج (21)، والأكثر صناعة (13).

وبخلاف الأرقام، فإن صلاح أصبح يتمتع بشخصية قيادية رائعة، تمنح “الريدز” القوة والأفضلية أمام أي خصم، بالإضافة لقدراته البدنية، فيما يتعلق بالمعاونة الدفاعية، والتحول في الهجمات المرتدة.

في المقابل، يبلغ سالم الدوسري من العمر 33 عاما، ولكنه يقدم صورة فنية وبدنية، وضعت الإدارة في موقف محرج، بسبب عدم الإعلان عن تجديد عقده حتى هذه اللحظة.

الدوسري شارك في 28 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 10 أهداف وقدم 9 تمريرات حاسمة، حيث سجل ثنائية مذهلة خلال الانتصار على بيرسبوليس بالجولة الماضية من دوري النخبة الآسيوي.

الهلال عامل مشترك

يعتبر الهلال، بمثابة عامل مشترك بين صلاح والدوسري، بسبب العرض الخرافي المقدم للتعاقد مع “الفرعون المصري” في نهاية الموسم الجاري، بعد نهاية عقده مع ليفربول.

وأكدت العديد من المصادر الموثوقة، أن صلاح سينضم للهلال في نهاية الموسم، حيث يتطلع “الزعيم” للتعاقد معه قبل المشاركة في كأس العالم للأندية 2025.

في المقابل، هناك رغبة مشتركة بين الدوسري والهلال من أجل الاستمرار، ولكن الشروط تمنع الإعلان الرسمي، في الوقت الذي يحظى فيه اللاعب بعروض خرافية، يأتي على رأسها نيوم.

نهاية تاريخية

رغم إغراءات الهلال لصلاح، ورغبة نيوم وغيره في خطف سالم الدوسري، إلا أن الثنائي يطمح في الختام مع ليفربول والهلال.

ويحلم صلاح بنهاية تاريخية مع “الريدز” بعد الأرقام المذهلة التي حطمها على مدار 8 سنوات، حيث أنه بات رابع أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في تاريخ النادي برصيد 237 هدفا، وغيرها من الإنجازات المثيرة.

وبخلاف الأرقام، فإن محمد صلاح يسعى لحصد عدة ألقاب أخرى، وتحقيق الحلم الأغلى بالنسبة له، وهو التتويج بالكرة الذهبية، كأفضل لاعب في العالم.

في المقابل، يتطلع الدوسري هو الآخر، للاعتزال في الهلال، كما أعلن من قبل، بهدف تحقيق العديد من الأرقام والإنجازات الجديدة، محليا وآسيويا، خاصة بعد الطفرة التي أحدثها صندوق الاستثمارات بالكرة السعودية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار