يطلق على متلازمة الخد المصفوع اسم الداء الخامس، وهي حالة طبية نادرة قد تثير الفضول، حيث تتسبب هذه المتلازمة في أعراض غير معتادة تتعلق بالوجه، والتي تشمل شعوراً بالاحمرار أو التورم في منطقة الخد، مما يمكن أن يثير قلق الأفراد حول أسبابها وتأثيراتها. فهل سمعت مسبقاً بهذه المتلازمة؟ وما هي أعراضها وكيف يمكن الوقاية منها؟ إليك هذا المقال.
متلازمة الخد المصفوع ، المعروفة أيضاً باسم الداء الخامس، هي عدوى فيروسية تسبب ظهور طفح جلدي أحمر على الوجه، وخاصةً على الخدين، مما يعطي مظهراً يشبه الصفعة. يُعتبر هذا المرض شائعًا لدى معظم الأطفال، حيث يظهر عادةً في فصول الربيع والخريف.
يتسبب في هذا المرض عدوى فيروس بارفا فيروس B19، والذي يُمكن أن ينتقل عن طريق التنفس أو ملامسة سوائل الجسم. رغم أن المرض عادةً ما يكون خفيفًا، إلا أنه يمكن أن يكون أكثر حدة لدى النساء الحوامل أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، حيث قد يؤدي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة.
تتضمن الأعراض الشائعة الأخرى لهذا المرض الحمى الخفيفة وآلام المفاصل، وعادةً ما يُنصح الأشخاص المصابون بالانتظار حتى تختفي الأعراض، حيث لا يوجد علاج محدد يُمكن أن يُقلل من مدة المرض، أما في حالة ضعف الجهاز المناعي، قد يحتاج المريض إلى مراقبة دقيقة من قبل الطبيب حتى زوال الأعراض.
أعراض متلازمة الخد المصفوع تظهر بشكل عام بعد فترة من 4 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس. في البداية، قد تتشابه الأعراض مع أعراض الإنفلونزا الخفيفة، وتشمل:
الصداع. التعب. حمى منخفضة الدرجة. التهاب الحلق. الغثيان. سيلان الأنف.
بعد أيام قليلة من ظهور هذه الأعراض لدى الأطفال، تبدأ الأعراض بالتفاقم، خصوصاً عن ظهور طفح جلدي أحمر على الخدين، وقد يكون هذا الطفح هو العلامة الأولى التي يتم ملاحظتها.
عادةً ما يظهر الطفح الجلدي على:
الذراعين. الساقين. قد يستمر الطفح لأكثر من أسبوعين، ولكن بحلول الوقت الذي يصبح فيه مرئيًا، يكون الشخص عادةً غير معدٍ. في البالغين، يعتبر ألم المفاصل هو العرض الأكثر شيوعًا، والذي قد يستمر لعدة أسابيع، وعادةً ما يكون أكثر وضوحًا في: ألم الرسغ. الكاحلين الركبتين
أسباب متلازمة الخد المصفوع تعود إلى فيروس بارفو فيروس، وهو نوع من الفيروسات الذي يُصيب البشر فقط، ولا يُمكن أن يؤثر على الحيوانات مثل الكلاب أو القطط.
طرق انتقال المرض تتم من خلال ملامسة الدم أو عبر الرذاذ التنفسي الذي يخرج عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس. يُعتبر الأفراد البالغون الذين يعملون مع الأطفال، مثل مقدمي الرعاية، والمعلمين، والعاملين في مجال الصحة، أكثر عرضة للإصابة.
من المهم ملاحظة أنه بحلول الوقت الذي يظهر فيه الطفح الجلدي، يكون الأطفال عادةً غير معديين، ويمكنهم العودة إلى المدرسة أو مراكز الرعاية. فترة الحضانة، أي الفترة الزمنية بين الإصابة وظهور الأعراض، تتراوح عادةً بين 4 إلى 14 يومًا، ولكن قد تمتد في بعض الحالات إلى 21 يوم.
الوقاية من متلازمة الخد المصفوع تتطلب اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة للحد من انتشار الفيروس، خاصة بين الأطفال في المنزل، أو في مراكز الرعاية. إليك بعض النصائح:
غسل اليدين بشكل متكرر: يجب غسل اليدين جيدًا، خاصة بعد مسح الأنف أو نفخه، وقبل تحضير الطعام أو تناوله. تجنب مشاركة الأغراض الشخصية: لا تشارك الطعام أو المصاصات أو الزجاجات أو أدوات الطعام أو الأكواب. تنظيف وتعقيم الألعاب: يجب تنظيف وتعقيم الألعاب بشكل متكرر، خاصة تلك التي تتجه إلى أفواه الأطفال. تجنب تقبيل الأطفال على الفم: يُفضل عدم تقبيل الأطفال على فمهم للحد من انتقال الفيروس. اللعب في الهواء الطلق: حاول اللعب في الخارج قدر الإمكان، حيث يسهل انتشار الفيروس في الأماكن المغلقة؛ بسبب قرب الأشخاص من بعضهم. تجنب الزحام: تأكد من عدم تواجد الأطفال معًا بشكل مزدحم، خاصة أثناء وقت القيلولة. تعليم الأطفال السعال أو العطس بشكل صحيح: يجب تعليم الأطفال السعال أو العطس في منديل ورقي (يتخلص منه فورًا) أو في داخل مرفقهم، حيث إن ذلك يقلل من انتشار الفيروس.
علاج متلازمة الخد المصفوع يعتمد بشكل كبير على شدة الأعراض وحالة المريض. في معظم الحالات، لا يحتاج الأشخاص الأصحاء إلى علاج محدد. إذا كنت تعاني من ألم في المفاصل أو صداع أو حمى، فقد يُنصح باستخدام مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين أو بنادول، لتخفيف هذه الأعراض.
عادةً ما يستغرق الشفاء من الفيروس فترة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، ومن المهم مساعدة الجسم في التعافي من خلال شرب كميات كبيرة من السوائل والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
يمكن للأطفال العودة إلى المدرسة بمجرد ظهور الطفح الجلدي، حيث يكونون عادةً غير معديين في هذه المرحلة.
في حالات نادرة، قد يُستخدم الأجسام المضادة المناعية الوريدية (IVIG) كعلاج، ولكن هذا يُخصص عادةً للحالات الشديدة التي تهدد الحياة.