تعد الفروة الديرية، والنموذج المعاصر منها (الإبطية) أحد عناصر إحياء التراث في دير الزور حيث كانت تعتبر اللباس الشعبي الأول فيها، وذلك لتوفر مستلزمات صناعتها في البيئة المحلية كذلك صانعيها الذين أخذوا المهنة، وأبدعوا فيها ليقترن اسم الفروة باسم دير الزور لاعتبار لتفوقها في صناعتها كما أنها تتلاءم مع مناخ المنطقة الصحراوي وتلبس صيفاً وشتاءً.
الفروة الديرية تصنع من جلود الأغنام فقط فبعد الذبح يتم وضع الملح، ومادة الشّب على الجلد حتى يجف، وبعد ذلك يتم تنظيفه بواسطة مقشط خاص لإزالة بعض العوالق أو الزوائد اللحمية حتى يصبح طرياً، ونقوم بتمشيط الصوف الواقع على الجهة الأخرى لتنظيفه من العقد والشوائب، بعد ذلك ننتقل إلى مرحلة الخياطة ويكون ذلك بواسطة خيطان قوية خاصة ومخرز خاص ويُفصّل من هذه الجلود فراء تكون بمقاسات مختلفة لكي تلائم جميع الأجساد، ويتم تصنيعها بمقاسات مختلفة.
مهنة الفرواتي اكتسبها أبناء البلد أباً عن جد وأصل الصناعة جاءت من حلب حيث قدم بعض أصحاب هذه المهنة إلى دير الزور وامتهنوها فيها وتعلم بعض أبناء البلد منهم وأخذوها عنهم
الفروة تصنع بلا قبة أو ياقة ويطبق على الجلد القماش الأسود المصنوع من الجوخ الإنكليزي، وحديثاً تم الاعتماد على الجوخ الهندي، ويطرز عليه أشرطة من ناحية الأكمام والصدر ومن أسفل الفروة على امتداد محيطها، وعلى الظهر على شكل زخارف هندسية متناسقة، وتحدد تلك الأشكال في غالب الأحيان حرفية الصانع.
وهناك نوعاً آخر من الفروات يدعى الإبطية دخلت على المهنة حديثا تكون الإبطية على شكل جاكيت بلا أكمام يكون له عدة جيوب من الأمام، أما طريقة تصنيعها فهي مماثلة لطريقة صناعة الفروة، وهي تتفوق حالياً على الفروة العادية خاصة من خلال ارتدائها بشكل كبير من قبل سكان المدينة من باب حفظ التراث والتقاليد كما أنها تعد هدية لها خصوصيتها حيث يتم إرسالها إلى الأصدقاء في المحافظات الأخرى، أو حتى يقوم المغتربون من أبناء البلد بإهدائها إلى معارفهم، وأصدقائهم في بلدان الاغتراب.
أجود أنواع الفراء والابطيات، وأغلاها ثمناً تكون مصنوعة من جلد الطلي /الطرحة/ وهو الخروف الصغير الذي يكون قد مات في بطن أمه, أما المرتبة الثانية في الجودة فتصنع من جلود الأغنام الصغيرة حديثة الولادة, بينما الجلد ذو الصوف القصير فيحتل المرتبة الثالثة، أما أقل الأنواع جودة، وأرخصها ثمناً فيكون من جلود الإناث (النعجة) ذات الشعر الطويل، وحالياً دخلت الأقمشة الصوفية والجلود الصناعية على صناعة الفروة وهذا ساهم في انخفاض جودتها وسعرها أيضاً.
مهنة الفرواتي في تراجع، وذلك بسبب قلة الأغنام وجلودها التي تعتبر المادة الأساسية التي تقوم عليها صناعة الفراء نظراً لظروف الجفاف التي أصابت المنطقة خلال السنوات الماضية ما أدى إلى انخفاض عدد المواشي ومربيها كما أن تغير الذوق واتجاه معظم سكان المحافظة لارتداء الثياب على الموضة أدت إلى تراجع المهنة أيضاً.
الفرات