يعد الذهب المفضل هو الذهب السوري بسبب نظافته بنسبة 100%، أما الذهب الديري فزبائنه معينون، لأنه يحمل وزناً كبيراً، فمثلاً (مقدار جفت) يتراوح وزنه من 50 إلى 80 غراماً، ومن أنواع المقدار الديري (المبطن والمقشر)، ويختلف كل منه حسب الموديل والوزن، وهناك (المباريم) الديرية و(الوردة) والحلق الديري و(الحجيب) و(القردون) و(الحجل) كلها من أنواع الذهب الديري والتي مازالت إلى الآن مطلوبة، أما الأنواع التي انقرضت ولم تعد مطلوبة فهي (الشكالات) وهي عيار 14 قيراطاً، والذهب الديري معظمه عيار 21 قيراطاً، وهو ذهب صافٍ لذا فهو مرغوب به ومطلوب بعكس الأنواع الأخرى فمعظمها عيار 18 قيراطاً وتميل إلى البياض.
ويتم تصنيع الذهب في ورشات خاصة موجودة في المحافظة، وعلى أيدي صياغ ديريين خاضعين للرقابة، وكانت في الدير توجد حوالي 20 ورشة، كلها تعمل وتصنع الذهب الديري، وكان عدد صالات البيع في المدينة حوالي 70 محلاً تتجمع في سوقي الصياغ وستة إلا ربع، ومعظم زبائن الذهب الديري من السيدات الكبيرات في السن وأصحاب الدخل العالي لارتفاع سعره، وسبب الإقدام على شراء الذهب لأن الكثير من الناس يرون في الذهب أفضل وسيلة للحفاظ على أموالهم فهم يرون أن الذهب يبقى محافظاً على قيمته مع تقادم الزمان، كما أن للمناسبات واقترابها الأثر الكبير في شراء الذهب، فاقتراب العيد والزواج والهدايا كلها تؤثر في زيادة الطلب عليه.
وعلى الرغم من ارتفاع سعر الذهب إلا أن الأعداد الكبيرة من المشترين تبدو واضحة، والزيادة في أسعار الذهب لم تمنع السيدات من الإقبال الشديد على الشراء، وخاصة على الذهب الديري مثل (الملاوي) الديرية” و(المقدار) الديري ولا يقتصر شراؤه فقط على السيدات الكبيرات، وإنما حتى الصبايا يفضلن الذهب الديري بمختلف أنوعه، حيث إن الذهب الأبيض الخفيف في المنطقة الشرقية لم يلق رواجاً أو قبولاً وبقي الذهب الديري هو المدلل والمفضل لدى سكان المحافظة.
كانت النساء إلى وقت ليس بالبعيد، يحرصن على اقتناء الذهب ذي الحجم الكبير، كالأطقم التي تضم (الأحزمة والرشارش)، وأهم شيء (المقدار الديري) فهو من القطع التي لا تستغني عنها العروس قديماً، لكن بدأت المرأة في أيامنا هذه لا تحب هذه النوعية من الذهب، و(المقدار) وغيره وسيلة لحفظ الأموال.
الفرات