الكشك والفورة.. معشوق الديريين في جمعات الشتاء

لم يكن يخلو بيت في ديرالزور من الكشك ، وهو طعام يصنع يدوياً ، حيث تقوم كل أسرة بصناعة الكمية التي تغطي حاجتها خلال فترة الشتاء كون تحضير الكشك يتم خلال فترة الصيف، والطعام الأساسي للديريين الناتج عن هذه المادة هو حساء ساخن لذي جداً يدعى الفورة وهو معشوق الناس في فصل الشتاء كونه يمنح الطاقة والدفء.

وبرغم ارتفاع  الأسعار لكن هذه المادة بقيت حاضرة وما تزال الأسر في ديرالزور تجهزها ويدخل في تجهيز الكشك مادة الفشيق وهو عبارة عن حب مطحون يضاف إليه اللبن والملح ، ويتم تقطيعه لقطع مستديرة تثقب من المنتصف ليتم وضعها عبر خيوط من النايلون تعلق في غرفة المؤونة أو في المطابخ .

وتقول إحدى السيدات عن طريقة تجهيز الكشك إنه في البداية يتم تنظيف الفشيق من الشوائب وفي هذه الأثناء يكون اللبن قد اكتسب الحموضة اللازمة ثم يضاف اللبن مع الملح إلى الفشيق ويبقى لمدى يومين وتبدأ بعد ذلك عملية التقطيع للخليط على شكل قطع مستديرة تثقب من المنتصف وتبقى لمدة حتى يجف ويصبح قاسياً ومن ثم يتم تجميع كل 20 أو 25 قطعة مع بعضها وتوضع في قلادة  أو “قليدة” كما تسمى في ديرالزور والكشك مكون أساسي في طبخة الفورة وهذه الطبخة او الوجبة تقدم حصرياً يوم الجمعة أثناء تجمع الأسرة والأقارب وبعضهم يحضرها في أي يوم من أيام الأسبوع .

وتضيف أن أكلة الفورة قديمة وارتبطت بمحافظة ديرالزور ويدخل في تجهيزها الكشك الذي يجهز خلال فترة الصيف والعوين وهو حب اللوبياء وينقع العوين لوحده كما ينقع الكشك قبل يوم وعادة تكون في الليل ليتم تصفية الكشك في الصباح ويوضع على النار لفترة تتجاوز الساعة والنصف يضاف لها الملح والثوم المهروس والسمن البلدي وتترك لتغلي على نار قوية وبعد نضوج العوين وتماسك الكشك المصفى تصبح الفورة جاهزة ومعها تبدأ الصبة  للأقارب والجيران

الفرات