ما الذي يحدث لصحتنا عندما نشرب القهوة كل يوم؟

 

تفيد العديد من الدراسات أن فنجان القهوة الصباحي لا يوقظك طوال اليوم فحسب، بل يعطي أيضا دفعة لمليارات من الميكروبات النافعة الموجودة في جهازك الهضمي.

وهناك أدلة متزايدة على أن قهوتك قد تؤثر بشكل إيجابي على الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء)، ما يؤدي إلى صحة عامة أفضل وحتى حياة أطول يحتوي الميكرو بيوم على جحافل من أنواع البكتيريا الجيدة التي تعمل بشكل جماعي وفردي لتحسين صحتنا. يُنظر إلى هذه الميكروبات بشكل متزايد على أنها تفيد صحتنا الأيضية وإدارة الوزن والصحة العقلية. وتحتوي القهوة على العديد من المركبات التي تعمل بمثابة البريبايوتك، ما يعني أنها تغذي بكتيريا البروبيوتيك المفيدة من خلال تزويدها بالعناصر الغذائية الضرورية للنمو والوظيفة”.

ويعمل الكافيين نفسه كمنشط، ما يزيد من عدد البكتيريا المفيدة في الأمعاء، و”كلما زاد التنوع في جهازك الهضمي، كان ذلك أفضل”، بحسب شوبروك.

أن ثراء الميكروبيوم يكون أعلى لدى شاربي القهوة المنتظمين، الذين لديهم أعداد متزايدة من بكتيريا Alistipes وFaecalibacterium المفيدة (التي يعتقد أن لها آثار وقائية ضد تليف الكبد وأمراض القلب والأوعية الدموية)، ومستويات أقل من بكتيريا Erysipelatoclostridium الضارة، والتي تسبب مشاكل في القناة الهضمية.

وتحتوي القهوة أيضا على مركبات نباتية تسمى البوليفينول، وهي فئة من المركبات الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة النباتية، مثل الفاكهة والخضروات والأعشاب والتوابل والشاي والشوكولاتة الداكنة والنبيذ.

البولي فينول يعمل كمضاد للأكسدة مضاد للالتهابات. ويمكن أن يساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان عن طريق تحييد الجذور الحرة الضارة، والمواد الكيميائية التي تدمر الخلايا”.

ويُعرف البولي فينول المحدد الموجود في القهوة بحمض الكلور وجينيك. وفقا لدراسة أجريت عام 2020، فإن المرضى الذين تناولوا القهوة الغنية بحمض الكلور وجينيك انخفض لديهم خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، كما فقدوا الوزن.

أن الكافيين مفيد للأمعاء، حيث يحفز القولون ويؤدي إلى حركات الأمعاء المنتظمة.

ويميل الخبراء إلى الإجماع على أن القهوة السوداء أفضل من الكابتشينو أو اللاتيه. وتقول جوليا كوبشينسكا، عالمة الأحياء الدقيقة في المعهد البولندي للكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية في وارسو: “لقد ثبت أن الحليب يعيق امتصاص البولي فينول. إن إضافة الكريمة أو السكر يحول قهوتك إلى حلوى. فالسكريات تضر بمستويات السكر في الدم أكثر مما يمكن أن تفعله القهوة”.

وهناك نوعان رئيسيان من القهوة: البن العربي والبن الروب وستا. وبحسب كوبش ينسكا: “لكل منها صفات مختلفة في مراحل تحميص معينة. وعلى الرغم من أن التحميص الأخف عموما يحتوي على نسبة أعلى من الكافيين، إلا أنه يحتفظ بمضادات الأكسدة أكثر من التحميص الداكن. وتحتوي حبوب الروب وستا المحمصة بشكل خفيف على مضادات أكسدة أكثر من التحميص الخفيف للقهوة العربية.

وستؤثر مدة تخزين الحبوب أيضا على مستويات البوليفينول، مع انخفاض ملحوظ في حبوب القهوة المخزنة لمدة 12 شهرا أو أكثر.

أن القهوة سريعة التحضير قد تحتوي على مادة البوليفينول والمعادن أكثر من القهوة المطحونة، إلا أنها تحتوي أيضا على مادة كيميائية أكثر بنسبة 100% تسمى الأكريلاميد. وتقول كوبشينسكا: “تتشكل مادة الأكريلاميد في القهوة أثناء عملية التحميص، وإذا تعرض الناس لها بكميات أكبر، فقد يزيدون من خطر تلف الأعصاب والسرطان”. ومع ذلك، ما تزال نتائج الدراسات حول ارتباط هذه المادة الكيميائية بالسرطان متضاربة، وهو ما يعني أنه لا يوجد دليل مثبت على أن استهلاك القهوة، سواء سريعة التحضير أو المطحونة، يرتبط بتطور السرطان.

كم كوبا يجب أن أشرب في اليوم؟

على الرغم من أن القهوة مفيدة، إلا أنه لا يستطيع الجميع استقلابها بكفاءة. والحد الأقصى الموصي به من الكافيين هو 400 مغ في اليوم. وأي شيء يزيد عن 600 مغ يرتبط بالأرق وارتفاع ضغط الدم.

إن إضافة التوابل الطبيعية، بدلا من السكريات أو الشراب، يمكن أن يحقق فوائد صحية إضافية. وتنصح كوبشينسكا بإضافة الهيل، مشيرة إلى أنه “مضاد للالتهابات وينظم مستويات السكر في الدم”. وتوصي أيضا بالزنجبيل باعتباره مسكنا طبيعيا للألم، ويحسن صحة الجهاز الهضمي ويخفض نسبة الكوليسترول. وأضافت: “إذا كنت تستخدم الحليب، فإن إضافة الكركم إلى اللاتيه معروف بتأثيراته المفيدة على عملية التمثيل الغذائي والجهاز المناعي”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار