يشارف الدور الأول من بطولة كوبا أمريكا 2024، على الانتهاء، وهناك من لا يعرف ما يحصل فيها، نظرا لانشغاله بمتابعة “يورو 2024” التي تداخل موعدها مع البطولة اللاتينية.
نقام البطولة في الولايات المتحدة، باعتبارها البروفة الأولى لتنظيم كأس العالم 2026، التي تشارك أيضا كندا والمكسيك في تنظيمها.
ورغم أن دور المجموعات لم ينته بعد، ظهرت منذ الآن مجموعة مشاكل، هددت نجاح البطولة فنيا وتنظيميا.
أرضيات سيئة
بعد فوز الأرجنتين على كندا 2-0 على ملعب مرسيدس بنز، تعرضت أرضية الملعب لانتقادات شديدة من قبل مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني ونجومه.
وبعد التعادل السلبي بين تشيلي وبيرو في اليوم التالي، أضاف مدربا الفريقان ملاحظاتهما الخاصة، وحذرا من أرضية ملعب AT&T في دالاس، تكساس.
وحدد مدرب بيرو خورخي فوساتي، ذلك، كسبب محتمل لخروج قائده لويس أدفينكولا بسبب آلام في وتر العرقوب.
وقال: “عشب هذا الملعب ليس عاديًا، ليس العشب الذي يولد وينمو (بشكل طبيعي)، إنه عشب يجلبونه من مكان آخر”.
أما لاعب المنتخب الأمريكي ويستون ماكيني، فقال: “نلعب على عشب ممدود غير مكتمل ويتكسر مع كل خطوة، إنه محبط”.
والمشكلة الأساسية، هي أن 8 فقط من الملاعب الـ14 المشاركة بتنظيم البطولة، لها أرضية عشبية طبيعية، أما بقية الملاعب فتم تغيير أرضيتها بطرق مبتكرة، لكن النتائج كانت كارثية حتى الآن.
وباتت الأرضيات تشبه إلى حد كبير، الملاعب ذات العشب الصناعي.
ضعف المستوى
المباريات التي أقيمت حتى الآن، لم ترتق لمستوى الطموح من الناحية الفنية، خصوصا في ظل وجود فوارق بين المنتخبات.
وأدى رفع عدد الفرق المشاركة إلى 16، إلى إقامة مباريات ضعيفة تفتقد للحدة، وهو ما يحول الأنظار إلى مونديال 2026، مع مخاوف من تعرض البطولة للمشكلة ذاتها.
ورفع الاتحاد الدولي لكرة القدم، عدد المنتخب المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48، ما يعني حصول القارات على عدد أكبر من البطاقات المؤهلة، وهذا يفتح الباب أمام مشاركة منتخبات لم تكن تحلم من قبل بالتواجد في الحدث العالمي.
وقد يؤثر ذلك على مستوى المباريات فنيا في أدوار المونديال الأولى، لوجود فوارق ستكون ملحوظة.
توقيت غير مثالي
إلى ذلك، تقام مباريات البطولة في توقيت صعب على جمهور كرة القدم في مناطق مثل الشرق الآسيوي الأقصى، وحتى في دول أوروبية وشرق أوسطية، ما يعني أن متابعتها جماهيريا تأثرت كثيرا، وهو الأمر الذي يلوح في الأفق في عندما تنطلق نهائيات كأس العالم 2026.
ولم يتم بيع حقوق البث التلفزيوني لبطولة كوبا أمريكا 2024 في العديد من المناطق الجغرافية، مثل المنطقة العربية، نظرا لأن البطولة تقام بها في فترة الفجر، لتفقد المنافسات فرصة لجمع الإيرادات الإضافية.
وما زال الجمهور الأمريكي عازفا عن حضور مباريات الدور الأول، بسبب وجود مباريات بين فرق متوسطة، ليست لها شعبية كبيرة، الأمر الذي أثر أيضا على مستويات بيع التذاكر.
وهذا ما قد يتكرر أيضا في مونديال 2026، خصوصا إذا ما علمنا بارتفاع تكلفة السفر والإقامة بالنسبة لجهور العديد من دول المنتخبات المشاركة.