وجد تحليل جديد أجرته جامعة كامبريدج أن صيف عام 2023 كان الأكثر سخونة منذ 2000 عام في نصف الكرة الشمالي.
وأظهرت أحدث الدراسات أن البشرية لم تشهد طقسا أكثر سخونة كهذا منذ الأيام الأولى للإمبراطورية الرومانية.
وبشكل عام، تقول دراستان جديدتان نشرتهما مجلة Nature يوم الثلاثاء، إن البيانات العالمية أظهرت بالفعل أن الصيف الماضي كان الأكثر سخونة بمقدار 2.2 درجة مئوية من متوسط درجات الحرارة في السنوات ما بين 1 و1890، عندما كانت الثورة الصناعية في أوجها، ما أدى إلى ضخ كميات هائلة من غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
وكان أيضا أكثر سخونة بنحو 4 درجات مئوية من أبرد صيف سجل في عام 536، عندما اعتقد أن سحابة الرماد الناتجة عن ثوران بركاني تسببت في انخفاض درجات الحرارة.
وقال المؤلف المشارك البروفيسور أولف بونتجن، من قسم الجغرافيا بجامعة كامبريدج: “عندما تنظر إلى التاريخ الطويل، يمكنك أن ترى مدى دراماتيكية ظاهرة الاحتباس الحراري الأخيرة”.
وتشير الدراستان الجديدتان إلى أن حرارة عام 2023 تغلبت على درجات الحرارة على مدى فترة زمنية طويلة بكثير، وهو اكتشاف تم إثباته من خلال النظر في سجلات الأرصاد الجوية التي يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر وبيانات درجة الحرارة بناء على تحليل حلقات الأشجار عبر تسعة مواقع.
ويعود تاريخ سجلات الطقس الموثوقة التي تنتجها الأجهزة العلمية إلى عام 1850 فقط، عندما كانت الثورة الصناعية في بداياتها.
ولكن من خلال تحليل حلقات الأشجار، تمكن العلماء من حساب مدى حرارة الصيف من خلال نمو حلقات الأشجار والتركيب الكيميائي للخشب.
وتتمتع الأشجار بفترات نمو أضيق، ما يؤدي إلى تكوين حلقات ضيقة، خلال الفترات الباردة وحلقات أوسع خلال الفترات الحارة.
وقالت الدراسة إن درجات الحرارة في فصل الصيف العام الماضي في الأراضي الواقعة بين خطي عرض 30 و90 درجة شمالا بلغت 2.07 درجة مئوية (3.73 درجة فهرنهايت) أعلى من متوسطات ما قبل الصناعة، بين عامي 1850 و1900.
واستنادا إلى بيانات حلقات الأشجار، كانت أشهر الصيف في عام 2023 أكثر دفئا بمقدار 2.2 درجة مئوية (4 فهرنهايت) في المتوسط من متوسط درجة الحرارة المقدرة عبر الأعوام من 1 إلى 1890.
وفي الواقع، سبق أن حذرت هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S) التابعة للاتحاد الأوروبي في شهر يناير الماضي، بأن عام 2023 “من المرجح للغاية” أن يكون الأكثر دفئا منذ نحو 100 ألف عام.
وأوضح البروفيسور بونتجن أن الحرارة كانت نتيجة لمزيج من المستويات القياسية لغازات الدفيئة وظاهرة النينيو المناخية.
مضيفا: “كان عام 2023 عاما حارا بشكل استثنائي، وسيستمر هذا الاتجاه ما لم نخفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير”.
ويشير العلماء إلى أنه على الرغم من أن نتائجهم صالحة لنصف الكرة الشمالي، باستثناء المناطق الاستوائية، فمن الصعب الحصول على المعدلات العالمية لنفس الفترة لأن البيانات متفاوتة بالنسبة لنصف الكرة الجنوبي.