إلهام الرحيل شابة من دير الزور تبلغ من العمر 40 عاماً وأم لخمسة أطفال، تهجرت من دير الزور إلى دمشق نتيجة الحرب واستقرت هناك وعملت بالتدريس مع زوجها حتى التحق زوجها بالخدمة الاحتياطية.
إلى هنا تبدو الحكاية كواحدة من آلاف الحكايا المشابهة، إلا أن إلهام ونتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي عاشتها قررت تحويل الحكاية إلى واحدة من قصص النجاح النادرة، حين قررت استثمار موهبنها في الطبخ وافتتاح مطعم منزلي صغير مع بنائها والتسويق له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بدأ مطبخها المتواضع يلقى نجاحاً متزايداً يوماً بعد يوم خاصة من قبل الأقارب والأصدقاء والمحيطين وتأتيها طلبات وتوصيات تزداد انتشاراً مع الوقت لتضيف إليها صناعة الحلويات والمربيات والتي يكثر عليها الطلب في المناسبات الشخصية والأعياد العامة.
بالرغم من معاناتها من ارتفاع أسعار المواد الأساسية للعمل وصعوبة توفير غاز الطبخ إلا أن إصرارها المقرون بالمهارة والتخطيط السليم قاداها إلى التفوق على المشاكل خصوصاً استثمار تقديم نفسها في المعارض والبازارات وتقول إلهام إنها حقق خلال بازار (بكرا أحلى) حققت شهرة جيدة ما زاد من عدد زوار مطبخها والمتعاملين معها وتتوسع نحو العصائر بكل أنواعها والمونة المنزلية كالمكدوس والألبان وغيرها.
لم يقتصر نجاح إلهام على هذا فقد تابعت دراسة الحقوق خلال ستني عملها وتدريسها وتخرجت من كلية الحقوق وهي حالياً في متدربة للحصول على لقب الأستاذة في المحاماة الخاص، لكنها تصر على استكمال مشروعها الذي يتطور باستمرار لتكون تحقيقاً فعلياً لمقولة: (لكل مجتهد نصيب) .