وقالت الهيئة الروحية نعلن البراءة من كل من يستحسن العبث والفساد والدمار وسفك الدماء فهذه الأفعال خارجة عن سمات مذهبنا التوحيدي الشريف ولنحذر من بعض المأجورين والمرتبطين خارجياً من أعمال سيئة هدفها زعزعة الأمن والأمان وإشعال الفتنة.
وفيما يلي نص البيان:
بيان صادر عن الهيئة الروحية بتاريخ 19 / 9 / 2023 لفضيلة العلامة الشيخ أبو صالح عبد الوهاب أبو فخر بتفويض وتكليف من الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز بعد مباركة وتوقيع المشايخ الأجلاء من غالب سواس المجالس في جبل العرب.
وحرر هذا البيان في تاريخ 19 / 9 / 2023 وتم التأخير في نشره لبعد ما تم التوقيع والمباركة من قبل الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جبل العرب عامة.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتفضل على أهل طاعته بدوام التوفيق والهداية والنصرة، العالم بهواجس الأوهام ومعيوبات الغيوب المطلع على سائر النفوس وضمائر القلوب والموفق لمن أتى إلى الحق وطريقه المستقيم أما بعد:
فإنه لما اشتدت الظلمة وكثرت الأقاويل والتطمت أمواج بحر الفتن بتشعب الفرق وتنوع الأضاليل استدعت الضرورة ليكون لأهل الدين والهيئة الروحية من مشايخنا الأعيان الأجلاء وأركان البلاد الشرفاء كلمة حق مبينة على الحقيقة وقول الصدق لتنور الطريق التي ورثها جبلنا الشامخ الأشم عن مشايخنا الطهرة وسلفنا الصالح من إرث عريق يطفئ نار المحنة ويكشف عن القلوب الغمة والظلمة.
هذا وبعد مشاورة مشايخ الدين في البلاد والهيئة الروحية من مشايخنا الأعيان الذين عليهم الاعتماد تمت الموافقة على هذه الكلمة المضيئة للدروب الشافية للنفوس والقلوب لتدرأ الذمة أمام الله تعالى علام الغيوب ووليه المصطفى كاشف الغموم والكروب ونسأله العفو والمغفرة إنه رؤوف منان وهذا نص البيان وموقع عليه العديد من مشايخنا الأعيان:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الموافق لمن أطاع واتبع والصلاة السلام على أفضل أعداده القائم بأمره.
إلى أهلنا وإخواننا وأبنائنا المسلمين الموحدين الدروز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أما بعد نحن نعلم أن الخلاف يهدم الرأي فالشيطان يضل والنفس الأمارة بالسوء تغل بالأمانيه وتفسح لصاحبها المعاصي وتوعد الإظهار و تقحم أهلها النار ولا يظنن أن من ظفر بالإثم ظفره دائم فالغالب بالشر مغلوب ظالم فمن تصارع مع الحق صرعه منذ فجر التاريخ اتسمت الطائفة التوحيدية النوارنية العرفانية بالمكارم الأخلاقية والفضائل العفية وتكرست في عاداتها وتقاليدها الكرامة والعفة الأبية فكانت العفة شيمة أهلها والبطولة والشجاعة والإقدام والرجولة عنوان شبابها والحكمة والمعرفة والوقار والهيبة ميزة شيوخها كل ذلك ثمرة تعاليمنا الدينية والأخلاقية ونقاء العنصر واتباع منهج ومسلك السلف الصالح المستمد من أصول مقدساتنا التوحيدية.

وفي هذا الوقت الصعب وبعد تفشي الكثير من المخالفات والأمور المستهجنة والمفاهيم الخاطئة فإننا نهيب بأبناء العشيرة المعروفية بأن يكونوا على درجة كبيرة من الحيطة والوعي والحذر الشديد في مواجهة ما يحيكه المتربصون من مكائد وفتن وبلبلة في النفوس والتي تؤدي بدورها إلى زعزعة الوحدة والصف والنسيج التوحيدي والاجتماعي ونسف القيم و المبادئ الأخلاقية فعلينا بوحدة الكلمة.

يكفينا الله سبحانه الوقوع في مهاوي الآفات فالاختلاف في الآراء يورث الفشل والجهل ويهدم الرأي السديد فمن استبد برأيه ضل، لا يقوم أمر الله سبحانه إلا لمن لا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع فتأملوا قول السيد الأمين قدس الله سره عندما قال “فاستدركوا الغلط من قبل أن يشطب بكم الفرض “فيجب علينا ألا نكون شعلة النار وسبباً لبلوغ غرض الأشرار نحن مع مطالبكم المحقة والمشروعة ونطالب بتحقيقها وتلبيتها في القريب العاجل ولنحذر من بعض المأجورين والمرتبطين خارجياً من أعمال سيئة هدفها زعزعة الأمن والأمان وإشعال فتنة نحن بريئون منها ومن أصحابها ومن يروج لها من الداخل والخارج ونعلن البراءة من كل من يستحسن العبث والفساد والدمار وسفك الدماء فهذه الأفعال خارجة عن سمات مذهبنا التوحيدي الشريف ونأمل من الإخوة والأبناء الغيارى أبناء بني معروف الحفاظ على

الإرث المعروفي الذاخر بالفضائل والكرامات والبطولات لأن المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً وأن يبتعدوا بكليتهم عن الأمور والأفعال المستهجنة والمسيئة من قبل ضعاف النفوس والتي من شأنها النيل من كرامة المجتمع والطائفة والوطن فأنتم أبناء وأحفاد الأسياد سلمان الفارسي البحري الذي لا ينزف والسيد المقداد صاحب هذا المقام الفارس الأول في الإسلام وسيدنا أبو ذر الغفاري رمز اليقظة والضمير الإنساني الصادق الصدوق وعمار بن ياسر الذي لم يفارق الحق هؤلاء الأركان الأعلام وأحفاد حماة الثغور وأحفاد أبطال معارك اللجات وقراصة والمزرعة والكفر وأحفاد القائد العام للثورة السورية الكبرى المغفور له سلطان باشا الأطرش وصحبه الميامين ونسأله تعالى أن يرد كل من شرد عن جادة الصواب إلى الحق والرشاد إنه سميع مجيب.
ونطالب أصحاب الأمر بتحقيق مطالبكم المحقة إن الله يأمر بالعدل والإحسان وثقتنا بالقيادة كبيرة أن تلبي مطالب أبنائها فهي أهل لذلك، والإنصاف والتفضل من سجايا العارفين وليست هي صعبة ومستحيلة فنحن مع الوطن ووحدته وعزته ودمتم حماة العرض والأرض والوطن ليبقى شامخاً والحمد لله العلي الجبار والصلاة والسلام على السيد المصطفى المختار وعلى إخوته الأنبياء الأطهار.
حُرر في 19 / 9 / 2023 الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نقلا عن صحيفة الثورة