تقع التكايا وسط مدينة دير الزور وتبعد عن بعضها مئات الأمتار وكان لها دور في العلم والتعليم، تخرج فيها الكثير من الطلاب وكان يأوي إليها المسافرون وعابروا السبيل يحطون أمتعتهم ويأكلون ويشربون وينامون كما تشكل معلماً سياحياً من معالم المدينة ومقصداً هاماً للسياحة لكونها تتميز بطرازها المعماري الفريد.
اعتمدت وزارة الثقافة في عام 2004م التكايا الثلاث في دير الزور موقعاً أثرياً إسلامياً لما تحمله من صفات أثرية من ناحية التصميم وشكل المئذنة، حيث إن المآذن الثلاث للتكايا كانت هدية من السلطان عبد الحميد الثاني وبنيت على نفس الطراز حيث تتألف المئذنة من قاعدة مربعة أبعادها 3,5*3,5 م وبارتفاع 25 متراً وبقطر يتدرج من مترين و80 سنتيمتراً في الأسفل إلى مترين و40 سنتيمترا في الأعلى لتنتهي بقبة على شكل قلنسوة مصمتة فيها فتحات للتهوية والإضاءة وتحمل القبة في أعلاها ثلاث كرات معدنية متصلة في نهايتها بهلال معدني.
يصعد إلى المئذنة بدرج دائري داخلي صغير من أصل بناء المئذنة، وقبل نهاية الجزء الأول من المئذنة يتوضع شريط زخرفي بسيط عبارة عن تتالي مربعات إحداها مصمت والآخر مفرغ وبشكل متناوب، تأتي بعدها شرفة المئذنة الدائرية ويعلو الشرفة الجزء الثاني من المئذنة ولكن بقطر أصغر من القسم الأول.
ويذكر المؤرخون أنه وجد في الحي القديم من مدينة دير الزور مسجد تقوم إلى جواره مئذنة مضلعة على الأرجح، فعندما قرروا إزالة العتيق برمته وأزيل الجامع وأزيلت المئذنة، حيث فقد بذلك التراث الإسلامي في مدينة دير الزور معلماً هاماً من معالمه.
التكايا الثلاث في دير الزور بنيت من الحجر الكلسي المحلي المقطع مع مادة الجص الأسود للربط وسقفت بقباب بنيت من حجارة بحجم جوزة الهند مع بلاط من الجص الأسود وتتوسط سطح كل تكية قبة رئيسة كبيرة ترتكز على أربعة أعمدة رخامية تسمى الأميال منحوتة من قطعة رخامية واحدة تعلوها تيجان منحوتة على شكل وريقات شجر تحيط بالقبة الرئيسية قبب صغيرة وللقبة الكبيرة نوافذ عمودية للاضاءة مزخرفة بالزجاج الملون أما المحراب فبني من الرخام الأبيض والأسود والبني وهو مزين بالخط العربي والمنبر خشبي له 3 درجات.
وعن بناء أول تكية في دير الزور أشار الباحث مازن شاهين في كتابه تاريخ دير الزور بالقول: بنيت أول تكية في دير الزور عام 1885 م في شارع التكايا المشتق منها على يد الشيخ أحمد العزي النقشبندي الكبير والمعروفة بتكية الشيخ ويس النقشبندي بمساحة بلغت 562 م مربع، وتم بناء جدران التكية من الحجر الكلسي مع الجص الأسود، أما القباب فبنيت من حجر السهل المتساوي، أما الأعمدة فهي على شكل أميال رخامية تعلوها تيجان منحوتة على شكل وريقات شكل جميلة.
وأضاف شاهين بالقول: في عام 1878 م قام الشيخ أحمد الراوي ببناء تكية الراوي على نفقته الخاصة، والداخل إلى البناء يجد على يمين المكان التكية وهي غرفة مستطيلة تقام فيها مجالس الذكر، وهناك غرفة اخرى تعرف بغرفة السبيل حيث تتوافر فيها المنامة والطعام والشراب، وفي الجهة الشرقية من الباحة توجد غرفتان تعتبر مقبرة آل الراوي».
وتابع شاهين بالقول: في عام 1906 م قام الشيخ أحمد النقشبندي الصغير ببناء تكية الشيخ عبد الله النقشبندي في شارع التكايا والتي تبعد \300\ متر على تكية الشيخ ويس وهي تشابه تكية الشيخ النقشبندي الكبير من حيث القباب والأعمدة والغرف والصالة، وبناؤها من الحجر الكلسي والسهل مع الجص البلدي
وعن سبب التسمية : تسمية التكية جاءت من كلمة التكيئة أي المتكأ حيث كان يلجأ اليها عابرو السبيل والمسافرون من القرى المجاورة، وكذلك أبناء السبيل لأخذ قسط من الراحة، كما تخرج فيها الكثير من طلاب العلم، ولا ينسى أهالي المدينة ما تقدمه التكايا في شهر رمضان والأعياد فقد اشتهرت التكايا بتقديم وجبة خاصة بعد صلاة عيد الفطر والأضحى تدعى الحبية، وفي رمضان تقدم التكية شوربة العدس للفقراء من أبناء الحي