تقدمها في العمر وبلوغها المئة عام لم يمنعها من استمرار إنتاجها وإبداعها في استخدام صوف وشعر الماشية في غزل وصناعة بيوت الشعر والبسط والسجاد.
غزالة علي المطلق أم خالد المسنة من قرية رطلة حسو التابعة لبلدة القحطانية في ريف القامشلي، قالت في تصريح لمراسلة سانا: إنها تعلمت من والدتها الغزل وهي في الرابعة عشر عاماً، حيث قامت بصناعة البسط و”الشقاق”، وهي القطع المكونة لبيت الشعر و”الفراد أو العدول” وهي عبارة عن أكياس تستخدم لحفظ المواد الغذائية من قمح وطحين ومواد غذائية أخرى، إضافة لصناعة السجاد الذي تقوم بتوزيعه مجاناً كنوع من الهدايا.
وأضافت المطلق: إن محبتها للعمل وحرصها على مساعدة والدتها كانت المحفز لها آنذاك فتفوقت بذلك على قريناتها، وأصبحت قادرة على القيام بأعمال عديدة مهمة ما جعلها ذات خبرة في الحياكة والنسيج، وخاصة صناعة بيت الشعر الذي يحتاج لفترة زمنية طويلة قد تصل لأكثر من شهرين ليكون جاهزاً، ويتطلب العمل به ليلاً ونهاراً حسب وصفها.
ولفتت المطلق إلى أن أبناء الريف قديماً وقبل انتشار الكهرباء كانوا لا يعرفون الكهرباء في الريف، ولهذا تعتمد في عملها على ساعات النهار وتقول: “إنها تقوم بالاستيقاظ باكراً لتعمل على غزل شعر الماعز وصوف الغنم لتتوقف عن العمل مع اقتراب ساعات المساء وانخفاض مستوى الرؤية”.
وتوضح المطلق أن عمل أي قطعة من النسيج اليدوي لم يكن بتلك البساطة التي يراها البعض، حيث تحتاج إلى نوع معين من الخيوط التي تصنعها بنفسها، إضافة لخطوات وأيام حتى تكون موادها الأولية جاهزة، إضافة للنول الخشبي وقرون الغزال التي تساعدها في عمليات الحياكة.
وبينت المطلق أن مشقة العمل تمنحها طاقة تتجدد كل يوم، وتقول: “كنت أعمل لأساعد أمي التي علمتني الاعتماد على نفسي، والحياكة كي أعينها في العمل فهي ترى أن دورها كسيدة يتركز في مساعدة الأم أولاً والعائلة ثانياً، وذلك لأن المرأة هي من تصنع الحياة، فلا بد أن يكون سهلاً عليها صناعة الأشياء التي يحتاجها أبناؤها.