موسم وافر للجبن العربي في أسواق الحسكة

تشهد مدينة الحسكة خلال الفترة الحالية من العام بدء تسويق الجبنة العربية بكل أنواعها، وعلى خلاف الأعوام الفائتة، تميز هذا الموسم بوفرة وجودة الأجبان المطروحة في الأسواق نتيجة لتحسن واقع نمو المراعي ووفرتها، وزيادة أعداد مواليد قطعان الثروة الحيوانية وغزارة إنتاج الحليب.

وتعتبر منطقة جبل عبد العزيز جنوب غرب محافظة الحسكة من أهم المناطق التي تنتج الجبن العربي، لوفرة المراعي، وزيادة أعداد الماشية، واتصال هذه المناطق بالبادية الممتدة بين محافظات الحسكة ودير الزور والرقة.

وفي حديثه لمراسل سانا يقول الشاب عبود الرحيل من أهالي حي غويران وابن عائلة تميزت ببيع الأجبان ذات الجودة المعروفة: إن الموسم الحالي يختلف عن المواسم السابقة لناحية الوفرة والجودة، وذلك جراء توافر المراعي بعد موسم الأمطار الذي شهدته المنطقة، وخاصة الجنوبية والجنوبية الغربية.

ويضيف: يبدأ موسم طرح الأجبان في السوق مع بداية الشهر الثاني ولكن يبقى ضمن إطار الاستهلاك اليومي، ومع بداية شهر نيسان ودخول الربيع ترتفع نسبة الولادات بين الأغنام ما يزيد كمية الحليب المنتج ليقوم المربون بتحويله إلى أجبان وتسويقه بكميات كبيرة.

ويتابع الرحيل: نستقبل يوميا ما يقارب طنا من الأجبان، علماً أن ما يتم تسويقه يومياً في الأسواق يصل إلى نحو 2 طن من الأجبان، ويستمر البيع بغرض المونة طيلة شهر نيسان، ومع ارتفاع درجات الحرارة تنخفض الكمية، ليبدأ تسويق ما يعرف بالجبن المسحوب خيره أي خالي الدسم، حيث يعمد المربون خلال فترة الحصاد وتوفر المراعي من مخلفات حصاد القمح والشعير إلى استخراج السمن والزبدة العربية من الأجبان.

أبو حمزة مربي ماشية ومنتج للجبن العربي من قرية قبر الحجي جنوب غرب الحسكة بين في حديثه لمراسل سانا أنه يقوم بشكل يومي بجمع الأجبان من المربين في المنطقة، ونقلها إلى الحسكة لبيعها بشكل مباشر لأصحاب محال محددة معروفة بامتهانها لبيع الأجبان ذات الجودة على مستوى المحافظة.

ويتابع أبو حمزة: تختلف الكمية المسوقة بين يوم وآخر، مشيراً إلى أن الأسعار الحالية مقبولة وتترك هامشا جيدا للمربين، ويتراوح سعر الجبنة الحلوة بين 10 إلى 13 ألف ليرة للكيلوغرام، ويصل سعر كيلو الجبنة المالحة إلى 18 ألفا، وحسب جودة الكمية المطروحة.

بدوره محمد عباس مربي ماشية من قرية النجف في ريف المالكية تحدث عن مراحل إنتاج الجبن، حيث تتضمن المرحلة الأولى إحضار حليب الغنم بوضعه الطبيعي، ثم وضع مادة “المنفحة “، وهي مادة مساعدة لصناعة الجبن تشبه الخميرة التي تستخدم في صناعة الخبز، حيث يتم وضع كمية بسيطة منها في الحليب، وتتم تغطية الإناء بقطعة قماش ولفة جيدة حتى تتخثر، وبعد ذلك يستخرج الجبن.

وأضاف: يتم وضع قطعة الجبن اللينة المنتجة في المرحلة الأولى وتعلق في مكان مرتفع ليخرج منها المصل الذي هو سائل مائي، بعدها يوضع الجبن في إناء ويتم بيعه لتجهزه ربات المنازل وتخزنه، كل حسب طريقتها وهذا يحتاج لخبرة ودراية فأي خطوة خاطئة قد تتسبب بتلف الجبن فيصبح غير صالح للأكل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار