يعتبر من الأسواق القديمة بمدينة القامشلي وهو عبارة عن تجمع من المحال التجارية ذات الطابع التراثي التي تختص ببيع منتجات الألبان، وأهمها “الكيمر” المستخلص من حليب الجاموس.
ويشهد السوق خلال شهر رمضان المبارك إقبالاً لافتاً لشراء الكيمر الذي يعد من أهم الوجبات التي تقدم في فترة السحور، ويحرص الأهالي على توافرها على موائدهم.
محمد زكي أحد أصحاب المحال في السوق يقول لمراسلة سانا: أعمل في السوق منذ نحو 30 عاماً، وهو الأهم في المدينة التي ما تزال تحافظ على طابعها التراثي منذ أكثر من نصف قرن حتى الآن، وفي البداية كان الأمر يقتصر على بيع منتجات الألبان وتحديدا الكيمر أو قشدة الجاموس، وتطور العمل إلى تقديم هذه الوجبة كإفطار خلال الأيام العادية لأبناء المدينة ومن يزورها قادماً من المدن والمناطق والمحافظات الأخرى.
ويضيف زكي: إلى جانب الكيمر يُعرض ويباع في السوق كافة أصناف السمن البلدي والعسل خاصة بعد انتشار تربية النحل في الأرياف، وخلال شهر رمضان يكون الإقبال مختلفاً تماماً عن باقي الأشهر، حيث يعتمد الكثير من أبناء المدينة على الكيمر كوجبة للسحور رغم ارتفاع الأسعار التي تراوحت بين 70 و 90 ألف ليرة للكيلو الواحد من الكيمر، وهناك كميات كبيرة تباع يومياً لترسل إلى باقي المحافظات السورية.
ويقدر زكي عدد الأسر التي تعمل على تربية الجاموس في المنطقة بين 100 و120 عائلة موزعين في ريفي القامشلي والمالكية والغالبية يقومون ببيع إنتاجهم من الكيمر ضمن السوق والبعض من أصحاب المحال يذهب بنفسه إلى الأهالي للشراء بشكل مباشر وتحضيرها للبيع ضمن السوق.
بدوره أكد المربي إبراهيم المحمد أن تربية قطعان الجاموس التي ورثها من والده تحتاج لصبر وتحمل، وهي مهنة تدر أرباحاً جيدة تساعد أبناء المنطقة على توفير مصدر دخل لهم وسط هذه الظروف المعيشية الصعبة الناجمة عن تداعيات الحصار الجائر على سورية.
وأضاف المحمد: إن الكيمر من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها سورية والعراق، كما أنه طبق غني ومفيد للصحة لافتاً الى أنه يقدم على مدار العام في المطاعم بمدينة القامشلي، ولا يتوقف الطلب عليه نتيجة لمذاقه الفريد، فيما يصدر الفائض منه لباقي المحافظات والذي يميزه أنه يعتبر من الوجبات الرئيسية في سحور رمضان.