صُبة شوربة العدس.. طقس رمضاني ديري لا يتغير

من العادات الرمضانية في دير الزور وخلال شهر رمضان الكريم طبخ العدس وتوزيعه على الناس المحتاجين والصائمين والفقراء حيث يتطوع مجموعة من الشبان، للقيام بهذا العمل الخير، حيث يقوم أهل الخير من ميسوري الحال في المحافظة ، بتقديم المال قبل الشهر الكريم، لإعداد وطهو شوربة العدس خلال شهر رمضان، كما يتم استقبال أي كمية من المواد الأولية الخاصة بهذه الوجبة، من أي مواطن راغب في المشاركة.

يومياً يتم طبخ كميات من العدس تتراوح من ثمانين إلى مئة كغ، يضاف إليها حوالي عشرة كيلوغرامات من الأرز، وثمانية كيلوغرامات من السمن، وتبدأ عادة عمليات التحضير والطهو من الساعة 12 صباحاً، وتستمر حتى الساعة الثانية الخامسة عصرا ، لتبدأ بعد ذلك عمليات التوزيع لمن يريد والكمية التي يطلبها، كما تتم في العشر الأواخر من شهر رمضان بزيادة كميات العدس يتم توزيعها على الأشخاص المعتكفين في المساجد خلال هذه الأيام

هنالك عدة أسباب لاختيار وجبة العدس: أولها أن العدس في الأغلب طبق رئيسي ومتواجد على أغلب الموائد الرمضانية، وثانياً لما يحتويه من فوائد كبيرة للجسم فهو من أكثر البقوليات فائدة، وثالثاً يعشق أهالي دير الزور وجبة العدس لدرجة أن هنالك الكثير من أصحاب المهن التي تعتمد على القوة البدنية.

وذكر الباحث  المرحوم عباس طبال فقال عن هذه الظاهرة: لا يزال أهالي دير الزور يحافظون على الكثير من العادات الرمضانية التي كانت متبعه سابقاً، وخاصة تلك التي يقوم بها أهل الخير من الميسورين والجمعيات الخيرية في شهر رمضان المبارك، كتقديم وجبات الطعام للصائمين، وتبال الطبخات عند الإفطار وهو ما يعرف بـالصبة للجيران، ولعل من أهم الأسباب التي أفرزت وحافظت على هذه العادات، هي صلة القرابة والمصاهرة، بين العائلات، فإذا ما عدنا إلى تاريخ العائلات الديرية، فإننا سنجد أن الجميع يتصل ببعضه البعض بصلة قرابة، سواء عن طريق النسب أو المصاهرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار