ما كان يميز شهر رمضان في دير الزور هو أجواء السهر التي تمتد من الإفطار وحتى السحور، حيث نجد معظم أهالي دير الزور لا ينامون، ويبدو ذلك واضحاً في أسواقها ومقاهيها والسهرات العائلية، وهذا ما جعل مهنة المسحر قليلة في دير الزور، لكون أهالي دير الزور لا ينامون وليسوا بحاجة لمن يوقظهم للسحور.
ومن العادات الرمضانية التي فقدت في دير الزور هي دعوات الفطور الجماعية، حيث كانت العائلة تجتمع على مائدة الفطور أما قبل أذان المغرب بـ 20 أو15 دقيقة يبدأ الجيران بتبادل أصناف الطعام وهو تعبير عن الكرم الذي يعد رمزاً للشهر الفضيل، ويذهب الرجال والنساء لصلاة العشاء والتراويح في الجامع، لتبدأ بعدها أجواء السهر ومعظمها في البيوت مع الأهل والأصدقاء.
أما المشروبات فأولها التمر هندي، الذي تقوم ربة المنزل بإعداده رغم توفر أصناف عديدة في السوق، ولكن إعداده المنزلي من الطقوس الرمضانية الديرية القديمة، إضافة إلى السوس وأنواع عديدة من العصائر، لتأتي بعدها أصناف متنوعة من الحلوى في مقدمتها ما يعرف (بالمشبك)، إضافة إلى القطايف والعوامة هي من الحلوى الشعبية المشهورة في دير الزور
مائدة رمضان في دير الزور مائدة عامرة بالمأكولات التي تعدُّ خصيصاً لأيام هذا الشهر وأشهرها طبق (الحنينة)؛ وهو طعام معدّ من التمر والبيض والسمن العربي ويؤكل على السحور لأنه يعطي الطاقة والقدرة على تحمل الصيام.
أما مائدة الإفطار أول ما يوضع عليها في دير الزور طبق شوربة العدس ورغم أن شهر رمضان قد يأتي في فصل الصيف إلا أن شوربة العدس الساخنة أهم طعام رمضاني في دير الزور، إضافة إلى طبق الكبة النية
أما حركة البيع والشراء في أسواق ديرالزور فتزداد قبيل شهر رمضان بعدة أيام ، وتستمر طيلة أيام الشهر الفضيل من مختلف المواد التموينية والغذائية، وفي شهر رمضان تغلق محلات بيع السندويش والوجبات السريعة لتظهر مكانها محلات بيع خبز التنور والمعروك؛ والذي هو نوع من الخبز يباع خصيصاً في رمضان ويؤكل في السحور، وعصير السوس والتمر هندي وقمر الدين ومعظمها تباع في أماكن وعربات مؤقتة تجد لها في شهر رمضان موسماً جيداً للبيع.