ساهمت الأمطار الجيدة للموسم الحالي بإنعاش النباتات البرية والطبية في محافظة الحسكة والتي ينتظرها الكثير من السكان باعتبارها تشكل لهم مورداً غذائياً ومصدر رزق إضافي.
ويؤكد عدد من الأهالي أن كثيرا من النباتات البرية توفر لعائلاتهم مصدر طعام طبيعي يمتد لعدة أسابيع، كما تشكل مصدر دخل إضافي لأبناء الريف، حيث تنتشر في منطقة سوق الهال بمدينة الحسكة هذه التجارة من النباتات كالقنيبرة والعكوب والخبيزة والزعتر البري والبابونج والخريدلة والفطر البري والكمأة.
وتوضح البائعة الشابة وضحة أن عمليات جني هذه النباتات الغذائية ليست بالسهلة فهي تحتاج إلى دراية بمناطق نموها، مشيرة إلى أن مختلف أفراد الأسرة يعمل على جني هذه النباتات، حيث تحتاج عمليات قطافها من الأرض إلى جهد كبير بعد عملية جمع الأصناف يتم فرزها وتنظيفها من الشوائب ووضعها في أكياس الخيش، ومن ثم إيصالها إلى الأسواق وبيعها.
البائعة أم عمر توضح أن موسم هذه النباتات حل هذا العام مبكراً، نتيجة الأجواء الدافئة والأمطار التي هطلت والتي أدت إلى نمو مختلف النباتات في محافظة الحسكة، مشيرة إلى أن أكثر الأنواع انتشاراً هي القنيبرة والخبيزة والخريدلة، ومن ثم هناك العكوب الشوكي، إضافة إلى مادتي الفطر البري والكمأة، لافتة إلى أن الزهور البرية بدأت حديثا بالنمو، ولا سيما الزعتر البري والبابونج.
وفيما يتعلق بأسعار مبيع هذه النباتات أشارت أم عمر إلى أن أسعار مبيع الكيلوغرام من مواد القنيبرة والخبيزة والخريدلة يتراوح بين 2500 و3000 ليرة سورية والعكوب بسعر يتراوح بين 8000 و10000 ليرة سورية، فيما يباع الفطر البري بين 15 ألف ليرة و20 ألفاً، ويعد الكمأة أغلاها بسعر يتراوح بين 15 ألف ليرة و75 ألفاً.
وتقول أم عاطف ربة منزل: إنها تقصد منطقة سوق الهال لتشتري هذه النباتات البرية ذات القيمة الغذائية العالية، مشيرة إلى أن أسعارها مقبولة ويستطيع رب الأسرة توفيرها باستثناء مادة الكمأة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير مقارنة بالعام الفائت.
وحسب عدد من الباعة في سوق الهال تشكل الأعشاب الطبية مصدر دخل مؤقت لأبناء المحافظة، حيث تنمو بشكل تلقائي وبكميات كبيرة تكفي الاستهلاك المحلي وتلقى إقبالاً واسعاً من قِبل الزبائن وتجذبهم لنظافتها وعدم تعرضها للأسمدة، كما يتمتع بعضها بخواص علاجية وطبية معروفة سواء كانت خضراء أو مجففة للاستخدام لاحقاً.
قد يعجبك ايضا