رغم كل مصائبه والويلات المتلاحقة التي حلت وتحل عليه أثبت الشعب السوري بكل جلاء أنه شعب جبار أولاً وأن قمة روعة هذا الجبروت هو في الإنسانية التي عز نظيرها، فكم هي مدهشة هذه الإنسانية التي أثبتها الفقير قبل الغني، والبسيط قبل المثقف، والصغير قبل الكبير، يكفيه فخراً إثباته أنه شعب لا يتكل في أزماته على الآخرين.
الصور من دير الزور لأطفال كسروا حصالاتهم التي جمعوا ما فيها ربما لسنوات كي يشتروا بها لعبة، ولكن ما نفع اللعبة وهم يرون أطفالاً أشقاء لهم في الوطن فقدوا الأهل والبيوت وتوسدوا الثلج والتحفوا البرد؟! هذا ليس وقت اللعبة بل وقت سورية الكبيرة بصغارها قبل كبارها.