السعودات الأربعة ولكل برد حكاية

 

تعتبر الخمسينية أو الخماسيينة الجزء الثاني والأخير في فصل الشتاء وتبدأ مباشرة بعد ما يُعرف بـ أربعينية أو مربعانية الشتاء، وتبلغ عدد أيامها من 50 يومًا، ولذلك سميت بهذا الاسم، والخمسينية أو الخماسيينة مطرها غزير، رياحها شديدة، وبردها قارس

وتنقسم إلى 4 أجزاء، وتُعرف الأجزاء الأربعة في الموروثات الشعبية باسم السعودات الأربعة أو أيام السعود، وهي: سعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الخبايا

مدة كل واحد منها اثنا عشر يوماً ونصف اليوم، والأول يسمى سعد دابح الذي يمتد من الأول من شباط حتى الثالث عشر منه، وسبب تسميته بذلك تعود إلى قصص ترددت على مسامع الكثيرين، وهي أن شخصاً اسمه سعد خرج للغزو مع جماعة، وأثناء ذلك هبت عاصفة شديدة المطر والبرودة، ولم ينجُ منها إلا شخص واحد هو سعد الذي يقال إنه ذبح ناقته واختبأ بداخلها لشدة البرد، لذلك سمي سعد ذابح. ومن الأمثال التي قيلت في ذلك: (سعد الذابح ما خلا ولا كلب نابح)؛ أي إنه من شدة البرد لم يبق ولا كلب في الخارج، وكذلك: (بابها انفتح ولا كلبا نبح، يا نهار مّد ويا برد شّد).

بعده يأتي سعد بلع، وقد سمي بذلك لأن الأرض فيه تبتلع كل مطر الشتاء، ويقال أيضاً إن سعد الذابح بدأ بعد اثنا عشر يوماً ونصف اليوم بأكل لحم ناقته التي ذبحها، ومن الأمثال التي قيلت عنه: (سعد بلع طاب الماء وانبلع، بسعد بلع بتنزل النقطة وبتنبلع).

ويأتي بعدها سعد السعود الذي يبدأ من 26 شباط إلى 10 آذار، وسمي بذلك لأن سعد نجا وسمي سعد السعود، وفيه تبدأ الحرارة الارتفاع والدفء، وتنتهي بأواخر شباط فترة سبات النبات الذي بدأ امتصاص الغذاء من التربة، وتبدأ مرحلة الربيع حيث تنبت الأوراق وتتفتح الأزهار، ومن الأمثال التي قيلت عن سعد السعود: (بسعد السعود بعد المسا ما في قعود، بسعد السعود بيدور الدم في العود).

السعد الأخير هو سعد الخبايا، وفيه تخرج الحيوانات المختبئة من أوكارها كالأفاعي وغيرها، ويقال إن فيه خرج سعد من مخبئه فسمي سعد الخبايا، وهو يمتد من 10 آذار إلى 22 منه؛ أي بعدها يحل فصل الربيع، وما قيل من أمثال عن سعد الخبايا كثير، منها: (اطلعوا يا صبايا، بسعد الخبايا بتطلع العقارب والحيايا، بسعد الخبايا بتشلح الفروة وبتلبس العباية).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار