(حيرة أغيد)

 

راح العصفور يطلق تغريده قرب نافذة أغيد، ينقر الزّجاج حيناً ويشدو حيناً آخر، نهض أغيد من سريره وبتثاقلٍ فتح النّافذة، أخذ يداعب ريش العصفور بحنانٍ:

_ أغيد : صباح الخير يا عصفوريَ الجميل!

_العصفور: صباح الخير يا أغيد! هيّا فالصّباح فوّاحٌ.

_أغيد: مازال الوقت مبكّرا.. أشعر بالنّعاس.

_ العصفور: أنت مخطئ يا صديقي!

مع بزوغ الفجر حلّقتُ فرأيتُ الحياة تضجّ بالحياة… تنفّس الزّهر ففاح عطره.. الفراشات لوّنتِ السّهول… الفلّاحون في حقولهم ينشدون أهازيج الخيرِ؛ أمّا أنا فعدتُ لأصطحبكَ معي يا أغيد!

هيّا حلّق بصحبتي واستمتعْ بالنّشاط.

_ أغيد: أحلّقُ؟!

من أين آتي بجناحينِ؟!

نظر العصفور إلى أغيد.. ابتسم… وانطلق في الأفْق يملؤهُ بألحانه العذبةِ.

ركض أغيد قاصدا عن جدّه… ركض والحيرة تغزو فكره… والحزن يلوّن ملامحه البريئة..

وفي شرفة المنزل؛ ارتمى في حضنه باحثا عن جوابٍ يروي عطش دهشته:

_ الجدّ: مابال صغيريَ حائراً.؟

_ أغيد (بنبرة حزينة): كيف أطير يا جدّي ولا أملك جناحَينِ؟!

طلب منّي صديقيَ العصفور أن أحلّقَ معه

ليتني استطعتُ.

الجدّ ضاحكاً: أترغبُ بالطّيران يا أغيد؟

_ أغيد: أرغب أن أنفض الكسلَ عنّي، وأتنفّس الحياةَ صباحاً كعصفوريَ الصّغير. لكن هذا لااااايمكن أبدا يا جدّي!

_الجدّ: تستطيع يا أغيد!

اجعلِ الحياةَ جميلةً في عينيكَ، خبّئ في نفسِكَ هدفاً مشرفاً؛ أغمضْ عينيكَ على أملِ اللّقاء به باكراً؛ عندها ستحلّقُ في الأفْقِ مع إشراقة شمسِ الصّباحِ… ستركض لتسابق الطّيور… وتصافح الفراشاتِ الجميلةِ.. وتنشدَ لحن الفرحِ…

ثقْ بذلك يا أغيد!

ملأتِ الفرحة وجه أغيد… خفق قلبه كما لو أنه يحلّق بعيداااا… بعيييداً يحلّقّ…

وضع رأسه على كتف جدّه، وهمس في أذنه: (سأفعلُ يا جدّي)…..

سهام السعيد

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار