على مدى أربعين عاماً تميزت تجربة الكاتب والمخرج المسرحي اسماعيل خلف بالغنى والتنوع ما بين التمثيل والإخراج والتأليف والتحكيم، استطاع من خلالها أن يحجز مكاناً متقدماً له في الحراك المسرحي على مستوى محافظة الحسكة وسورية، وأن ينال التكريم والعديد من الجوائز على المستوى المحلي والعربي.
وقال خلف: “بداياتي المسرحية مبكرة جداً، حيث دخلت هذا العالم الجميل للمرة الأولى عام 1978 على يد المسرحي عصام المانع، وأنا طفل لأشارك في أحد الأعمال المسرحية على خشبة المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة، لتتوالى بعدها مشاركاتي في العديد من المسرحيات المخصصة للكبار، وأنال بعدها جائزة أفضل ممثل ومؤلف أدبي على مستوى سورية ولثلاث سنوات متتالية في مسابقات رواد الطلائع”.
ويضيف خلف: “بدأت في مجال الإخراج المسرحي، وأنا طالب في الصف الثامن، وفي الصف العاشر نلت جائزة أفضل مخرج في أول مهرجان مسرحي أقيم في محافظة الحسكة عن مسرحية “الفراعنة من جديد”، ومن بعدها انطلقت إلى المشاركة في المهرجانات المسرحية المركزية، حيث نلت عام 1989 جائزة أفضل مخرج مسرحي في مهرجان المسرح في محافظة حمص عن مسرحية “إيفا”، وبعدها أفضل عمل مسرحي عن مسرحية في انتظار جلجامش”.
ويبين خلف أن مشاركاته المسرحية تتالت ضمن مسارح الشبيبة والطلبة والجامعة والعمال، وخلال هذه الرحلة نالت الأعمال المقدمة عشرات الجوائز سواء على مستوى العروض أو الإخراج أو الممثلين، الأمر الذي نال من خلاله مسرح محافظة الحسكة شهرة على مستوى المحافظات السورية، لافتاً إلى أنه خلال هذه السنوات، وإضافة لعمله في الإخراج والتمثيل، عمل في كتابة النصوص المسرحية التي حول بعضاً منها لعروض مسرحية، إضافة لتوثيقه تاريخ المسرح في المحافظة في كتاب سماه “المسرح في محافظة الحسكة مسيرة تسعين عاماً”.
وعدا عن مشاركاته في التمثيل والإخراج والتأليف يشير خلف إلى مشاركاته في لجان التحكيم ضمن الكثير من المهرجانات التي أقيمت سواء على مستوى المحافظة أو خارجها، ونتيجة لمسيرته الإبداعية الطويلة كرم في أغلب المحافظات السورية وعلى مستوى الوطني العربي في كل من تونس وبغداد، إضافة لنيله جائزة الدولة التشجيعية عام 2019 في مجال الإبداع المسرحي.
وعن تجربته كمدير للمسرح القومي في محافظة الحسكة منذ العام 2010 وإلى الآن أوضح خلف أنه سعى خلال ذلك إلى تكريس مهرجان الحسكة المسرحي بدوراته المتتالية، إضافة إلى مهرجان الفنون الشعبية ومن بعدها مهرجان “ترابك ذهب” و”عبق من التراث”.
وعن أهمية مسرح الطفل لفت خلف إلى أنه قدم عشرات الأعمال المسرحية الخاصة بالأطفال في ظل أحلك الظروف التي مرت بها المحافظة، نتيجة الحرب الإرهابية المفروضة على الشعب السوري وغياب الأطفال عن مسارح المراكز الثقافية، حيث حرص المسرح القومي على تقديم عروضه في الساحات والحدائق والمدارس انطلاقاً من الإيمان الأكيد بأهمية المتفرج الصغير الذي سيكون يوماً ما رافداً حقيقياً للمسرح كممثل أو مخرج أو كمشاهد.
وعن دور المسرح في المحافظة خلال سنوات الحرب قال خلف: إن المسرح القومي كان في حالة تحد، حيث حرصنا قدر الإمكان أن يكون ما يقدم على الخشبة له نبض حقيقي وله علاقة وجدانية مع المتفرج يلامس همه اليومي والوطني وأحلامه وانكساراته، مضيفاً: إن أغلب ما اشتغلنا عليه كان معنياً بالإنسان السوري.
وأكد خلف أنه رغم جميع الظروف التي تعيشها المحافظة ومنعكساتها على مختلف مجالات الحياة ومنها الثقافة والمسرح إلا أننا متمسكون بالأمل وبغد أفضل، وأن حركة المسرح في المحافظة مستمرة بعطائها وألقها.