الطوائف المسيحية في سورية تحتفل بعيد الميلاد.. صلوات وقداديس ودعوات ليعم الخير والسلام والأمان بلدنا وتزول عنه الشدة

احتفلت الطوائف المسيحية في سورية مساء اليوم بعيد الميلاد المجيد “عيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام” بإقامة القداديس والصلوات في الكنائس وأماكن العبادة بعدد من المحافظات.

ففي كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك في حارة الزيتون بدمشق أقيم قداس ترأسه غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وعاونه لفيف من الكهنة الأجلاء، وقامت بخدمة القداس جوقة الكاتدرائية.

وأشار العبسي إلى المعاني السامية للعيد المجيد، وإلى أهمية أن نشعر بما يعيشه بعض البشر من آلام وأحزان، وأن نعمل على مواساتهم ومساعدتهم، وطالب البطريرك العبسي برفع العقوبات والحصار الجائر عن سورية.

ودعا العبسي في ختام كلمته الله تعالى أن يعيد الأمان والاستقرار إلى سورية، ويحفظ شعبها وجيشها البطل وقائدها، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى.

وفي القامشلي أقامت كنيسة مار يعقوب للسريان الأرثوذكس مساء اليوم قداساً دينياً وريستالاً ميلادياً بعنوان “نجمة الميلاد” تحت رعاية نيافة المطران ماموريس عمسيح والعازف جوني.

وتضمن الريستال ترانيم ميلادية منوعة إضافة لمجموعة أغان قدمتها فرقة الرها الفنية بالقامشلي دعت إلى المحبة والسلام والاستقرار في العالم، حيث بين المسؤول الفني والإداري للفرقة في تصريح لمراسلة سانا أن الفرقة قدمت خلال الحفل مجموعة من المعزوفات والإيقاعات الموسيقية الخاصة بالميلاد إضافة لأغنية “نجمة الميلاد”.

وتلا الاحتفال جولة لفوج الكشافة أمام الكنيسة عزف خلالها أعضاء الكشاف مجموعة مقطوعات موسيقية بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وفي درعا أقيمت الصلوات والقداديس والأدعية احتفالا بميلاد المسيح عليه السلام وتليت التراتيل والأدعية على نية الخير لسورية في كنيسة سيدة البشارة للروم الأرثوذكس في مدينة درعا.

الأب جرجس رزق راعي الكنيسة قال في كلمة له: إن ميلاد يسوع المخلص كان خيراً للبشرية، وحمل معاني كبيرة، واليوم نستذكر هذه المعاني والقيم التي جسدها يسوع من خلال التركيز على الخير والمحبة ونشر السلام، لافتاً إلى أننا اليوم ندعو لسورية أن تكون أيامها القادمة أفضل وأجمل وأن تزول همومها.

وفي سياق متصل أضاءت بلدة تبنة بريف درعا الشمالي شجرة الميلاد احتفالاً بأعياد الميلاد ورأس السنة في ساحة كنيسة جوارجيوس تضمن قراءة ترانيم ميلادية وتقديم عروض لفرقة الكشاف، حيث قدم أطفال رعية تبنة بعض الرقصات والتراتيل التي تمجد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام.

وأكد المطران إلياس الدبعي خلال كلمة أن سورية رغم آلامها ما زالت تسير على عهد الأخوة والمحبة، لافتاً إلى أن أبناء البلدة جاؤوا للاحتفال بعيد الميلاد لإدخال السرور والفرح إلى نفوس الأطفال.

بدوره لفت رئيس بلدية تبنة ماهر المسرة إلى أن مشاركة جميع أطفال البلدة وأسرهم هي رسالة محبة ووحدة، مشيراً إلى أنه شارك في إضاءة الشجرة كل الفعاليات الأهلية في البلدة.

وفي السياق نفسه نظمت بلدة المزينة بمنطقة وداي النضارة في ريف حمص مساء اليوم كرنفالاً، وذلك للعام السابع على التوالي، وانطلق الكرنفال الذي شاركت فيه الفعاليات الاجتماعية والأهلية للبلدة من قلعة كنعان، وجال في شوارع البلدة القديمة حاملاً معه البهجة والسرور، مروراً بساحة المزينة وشجرة السلام ليعود إلى كنيسة سيدة البشارة الشحارة برفقة عزف موسيقي لكشاف الكنيسة، وتضمن لوحات فنية متنوعة ومجسمات من وحي الميلاد وقطار الهدايا المزين بأشكال وألوان العيد ورجل الثلج وشجرة الميلاد وعربة بابا نويل المحملة بالهدايا تجرها الغزلان إضافة إلى لوحات أزياء تنكرية تصاحبها معزوفات وألحان ميلادية.

وأعرب عدد من المشاركين بالكرنفال عن سعادتهم بحالة الفرح التي تعيشها البلدة في فترة الميلاد وإصرار أهلها كباراً وصغاراً على إنجاح الفعاليات الميلادية، مؤكدين بذلك عزم الشعب السوري على التجدد والحياة وإرادته بالانتصار.

وفي السويداء أقيم قداس في كنيسة مار جاورجيوس ترأسه المطران سابا اسبر راعي أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس لفت فيه إلى أن عيد الميلاد ليس مجرد ذكرى، بل حدث يتجدد كل عام يولد فيه المسيح في نفوسنا من جديد، ولذلك يتوجب استقباله بكل طهارة ونقاوة وتمثل قيمه وروحية ميلاد السيد المسيح.

ورفع المصلون الصلوات على أمل زوال الشدة والأيام الصعبة عن بلدنا وشعبنا وأن يحفظ الرب وطننا ويعمه الخير والسلام والأمن والاستقرار.

وفي دير وكنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين أقيم قداس وصلاة بهذه المناسبة أشار خلاله رئيس الدير كاهن الرعية الأب فادي زيادة إلى أن عيد الميلاد هو تجديد عهد محبة الرب للناس وللتقرب من الله ليسكن كل القلوب ويملؤها خيراً وسلاماً ومحبة ورحمة، لافتاً إلى أن ما تمر به بلدنا يتطلب أن ينهض كل شخص كل من موقعه مواطناً أو مسؤولاً لخدمة بلدنا وشعبنا بكل ضمير ومسؤولية رافعاً الصلوات لأن يبارك الله ويحمي بلدنا سورية وشعبها ويرحم شهداء الوطن ويشفي الجرحى.

وعقب القداس والصلاة قدمت فرقة الكشاف بعض التراتيل والمعزوفات الميلادية في ساحة الكنيسة.

وفي كنيسة “يسوع الراعي الصالح” بمدينة السويداء قال راعي كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية الوطنية القس جبرائيل جاك بطة في رسالة الميلاد: إننا في الميلاد تهتف أفواهنا أنشودة سلام جاءت من السماء لتملأ أرضنا حاملة خلاصا يشفي نفوسنا من داء الخطية داعيا الله أن يحفظ سورية وشعبها.

كما أقيمت في كنائس عدد من القرى والبلدات قداديس وصلوات تحدث فيها الآباء والخوارنة عن المعاني والقيم السامية التي يجسدها عيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام وتضرع خلالها المصلون لأن يحل ويعم الخير والسلام والأمان بلدنا وأن تزول عنه الشدة والآلام.

وفي اللاذقية ترأس الخوري اليان خوري في كنيسة رئيسي الملائكة ميكائيل وجبرائيل للروم الأرثوذكس الصلوات، حيث ركز في عظته على المعاني السامية لهذه المناسبة التي تحمل تعاليم السيد المسيح عليه السلام والدعوات من أجل خلاص سورية ووحدة ترابها لتعود كما كانت دائماً أرض المحبة والسلام، وأن شعبها لا بد أن ينتصر على جميع المؤامرات التي حيكت ضده على مدى السنوات الماضية.

وفي كنيسة قلب يسوع الأقدس “اللاتين” قال الأب فادي عازر كاهن الرعية الذي ترأس صلاة العيد: نوجه إلى كل العالم رسالة حب ووفاء وفرح ونور، ونتوسل للرب ليشع نوره في أرجاء العالم ويحفظ بلدنا سورية وأهلنا وجيشنا وكل البشر، وأن تنتهي الحروب ليحل السلام على العالم أجمع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار