الشاعر عبد الكريم العفيدلي: الشعر الشعبي النبطي مستنبط من اللغة العربية

تنتشر في محافظة الحسكة عدة ألوان من الشعر الشعبي التي تعبر عن مختلف مواضيع الشعر المعروفة، ولها أوزان وتفعيلات مستنبطة من الفصحى، وهذه الألوان تندرج تحت صنفين أساسيين، هما الشعر الغنائي الفراتي وشعر القصيد النبطي.

مراسل سانا الثقافية التقى الشاعر عبد الكريم العفيدلي الذي يكتب مختلف أنواع الشعر، ومنها الشعر النبطي للوقوف على نمط هذا النوع وتاريخه وبحوره ومواضيعه وأوجه اختلافه عن الفصيح.

الشعر النبطي هو الشعر الشعبي المستنبط من اللغة العربية الأم لغة وأوزاناً وبحوراً، وكان أول ذكر له ـ وفق ما أوضح العفيدلي ـ في مقدمة ابن خلدون، وامتاز به الهلاليون في سيرتهم المشهور “سيرة بني هلال” التي تضم الكثير من نماذج هذا النوع من الشعر، كما أنه الشعر الأقرب لبيئة القبائل العربية وحياة البداوة والصحراء.

أما بحور الشعر النبطي، فأشار العفيدلي إلى أنها لا تختلف كثيراً عن بحور الشعر العربي الفصيح، وقد استنبطت منها، ولكن بعضها أخذ مسميات جديدة مثل (الهجيني والطويل والصخري والمسحوب والهلالي)، مبيناً أن الشعر النبطي هو أقرب ألوان الشعر الشعبي للفصحى، فقصائده مفهومة في عموم أرجاء الوطن العربي، وعلى الرغم من أن الفصحى تبقى هي الأساس، إلا أن الشعر الشعبي يبقى نسقاً موازياً لها، له قاعدته الجماهيرية والشعبية الكبيرة.

أما ألوان الشعر الشعبي، فيرى العفيدلي أن للشعر الشعبي في منطقتنا مدرستين هما المدرسة النجدية التي تختص بالشعر النبطي وما يرتبط به، والمدرسة الفراتية التي تهتم بألوان الشعر الغنائية التي يغلب عليها طابع الأغنية القابلة للتحور والتغير في مضمونها، بينما امتاز النبطي بالقصيدة التي بقيت ثابتة، تحفل بموروث كل القبائل وتحفظ تاريخها وأيامها ومآثرها وأحداثها.

ولفت العفيدلي إلى أن قبائل الجزيرة السورية امتازت بألوان الشعر الشعبي الفراتي، فعلى سبيل المثال اشتهرت قبيلة الجبور بالعتابا، وقبيلة العبيد بالنايل، والعفادلة بالموليا، كما كانت نصوص أشعارهم مادة غنية للكثير من الأغاني الجميلة التي غناها الفنانون العراقيون، وغنتها الفنانة القديرة سميرة توفيق، أما الشعر النبطي فاشتهرت به قبيلة شمر.

واختتم العفيدلي بالقول: “يبقى الحضور الأجمل للفصحى وللشعر الفصيح، لأنها الجامعة لكل من ينطق الضاد، ولكن لا يمكن إغفال أهمية الشعر الشعبي، ولا يمكن الاستغناء عنه، فهو الصورة التي تعكس تفاصيل حياتنا ولهجاتنا وتعاملنا اليوم، فهو الإطار الخاص ضمن الإطار العام للغة الأم”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار