بدلة الخرج الفراتية.. ذاكرة الأناقة والتراث في الرقة


تعد بدلة الخرج الفراتية واحدة من أبرز ملامح الزي التراثي في مدينة الرقة ومنطقة الفرات عموماً، إذ تتجاوز كونها لباساً تقليديا لتغدو سجلاً حياً للذاكرة الشعبية ومرآة لهوية المرأة الفراتية عبر الأجيال. فمنذ عقود طويلة، ارتبطت بدلة الخرج بالمناسبات السعيدة، كالأعراس والأعياد، لتجسد معاني الفرح والأناقة والأصالة في آنٍ واحد.
تتميز بدلة الخرج بخاماتها الفاخرة، حيث تنسج غالباً من الحرير أو المخمل، وتتكون من قطعتين أساسيتين القطعة الداخلية المعروفة بـ«الكلابية»، والقطعة الخارجية التي تسمى «الدراعة» أو «الزبون».
وتطرز هذه القطع بخيوط النحاس الشامي، التي تمنحها بريقاً خاصاً يعكس الاعتزاز بالتراث والهوية، ويضفي عليها لمسة من الفخامة والرقي.
وتتنوع بدلات الخرج بحسب أساليب تطريزها وأشكالها، لتشمل أنواعاً معروفة مثل المخمس، والدلة، والفانوس، والخرج النحاسي، إضافة إلى خرج الماكينة، ولكل نوع منها دلالته الجمالية الخاصة التي تعبر عن ذوق المرأة الفراتية وبيئتها الاجتماعية.
ورغم ارتفاع تكاليف خياطتها وطول المدة التي تتطلبها صناعتها يدوياً، ما تزال بدلة الخرج حاضرة في خزائن النساء، شاهدة على تمسك الرقاويات بتراثهن، وحرصهن على نقل هذا الموروث الأصيل من الماضي إلى الحاضر، ليبقى رمزاُ خالداً للجمال الفراتي الأصيل مهما تغيرت الأزمنة وتبدلت الموضات.
الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار