أحمد الراوي.. الشاعر الذي أحرق قصائده على ضفاف الفرات

ولد الشاعر أحمد بن عبد الغفور الراوي. 1413-1350هـ 1992-1931م

في بلدة الميادين (محافظة دير الزور – شرقي سورية)، وتوفي في مدينة دير الزور.
قضى حياته في سورية وتشيكوسلوفاكيا مبعوثًا من هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية.
تلقّى علومه الأولى عن والده، كما درس العلوم الدينيّة واللغويّة، وقرأ في كتب السيرة وحفظ قدرًا من القرآن الكريم، ثم حصل على الشهادة الإعدادية الصناعية.
عمل مدققًا لغويًا في مجلتي «الجندي العربي» و«المجلة العسكرية» في دمشق، ثم عمل موظفًا في محطّة بثَّ دير الزور عام 1959، ثم عمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدمشق حتى أحيل إلى التقاعد عام 1991.
شارك عام 1964 في مهرجان ذكرى مرور ألف عام على وفاة الشاعر العباسيّ الشريف الرضيّ (أقيم المهرجان بمدينة اللاذقية). كما نشط منددًا بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، كذلك نشط في نشر الوعي القوميّ العربيّ بين أبناء الأمة.
يذكر أن المترجم أحرق قصائده، فلم يسلم منها غير ما سبق نشره صحفيًا، ولهذا السلوك دلالات خاصة وعامة.
الإنتاج الشعري:
– له قصائد متفرِّقة نشرت في صحف ومجلّات عصره منها: قصيدة بعنوان: «أفراح وأحزان» – مجلة الشعاع، وقصائد في مجلة الجندي العربي.
المتاح من شعره قليل، نظمه على الموزون المقفى، في الأغراض المألوفة من وصف ومديح نبويّ ورثاء وغزل، وقد ارتبط شعره بالمناسبات الدينية والقومية والسياسية، شارك بشعره في الأحداث القومية خاصة قضية فلسطين التي نالت جلَّ اهتمامه، تأثر بالموروث الشعريّ العربيّ القديم، لغته قوية جزلة، وتراكيبه حسنة متينة، وبلاغته قديمة يكثر فيها من التصريع.
مصادر الدراسة:
1 – أحمد شوحان: تاريخ دير الزور – مكتبة التراث – دير الزور 1989.
2 – عبدالصمد حيزة: رواد الفكر بوادي الفرات الأوسط في القرن العشرين – مطبعة اليازجي – دمشق 1998.
3 – الدوريات:
– أحمد شوحان: الشاعر الراوي لماذا أحرق شعره مرتين؟ مجلة الثقافة الشهرية – دمشق 2003.
– بشير العاني: السيرة الشعرية من الشفوية إلى التدوين – ملحق الثورة الثقافي – عدد 305 – دمشق – مارس 2002.
– ماجد الراوي: نجل المترجم، لمحة عن حياة أحمد الراوي (مخطوط).
من قصيدة “الفرات”:
قلبي لذكرِ الصِّبا والضِّفتين صَبا
وحرَّكت كامنَ الأشواقِ ريحُ صَبا
والنَّهر والشِّعرُ لا تفريقَ بينهما
كلاهما واهبٌ للنّاسِ ما وَهبا
فذاكَ يبعث في الأوراق خضرتَها
وذا يُخلِّد في الأوراق ما كُتِبا
ظلٌّ ظليلٌ ورَوْحٌ عاطرٌ وشذًى
لدى معينٍ مدى الأيّام ما نَضَبا
أمّا الحقولُ فحدِّثْ عن محاسنها
ولا تَقُلْ بالغَ الوَصَّافُ أو كَذَبا
ما بين خُضرتها حينًا وصُفرتها
تُريك سندسها الزّاهي أو الذَّهبا
وليلةٍ بات فيها البدر مُرتسمًا
في الماء حتى توهَّمناهُ قد رسبا
والجسرُ إذْ تعكس الأمواه صورتَهُ
تُريك جِسرين مقلوبًا ومنتصبا
جسرٌ يمثِّلُ بيتَ الشَّعر إذ فتلوا
من الحديد لدى تعليقه طُنُبا
له أصولٌ رست في الماء ثابتةً
أمّا الفروعُ فسل عن هامها السُّحبا
بوركتَ يا واديًا ضمَّ الحضارة معْ
بداوةٍ وسقى الأعناب والرُّطَبا
وضمَّ في جانبيه كلَّ فاتنةٍ
تريك في لحظاتٍ ظبيةً وظُبا
بيضاءُ من معشرٍ طابت أصولهُمُ
قد أدركوا المجد جَدًا صالحًا وأبا
تخشى عليها شعاعَ الشَّمس إن طلعت
أو هبَّتِ الرّيح إلا أن تكون صَبا
إذا دخلتَ القُرى أو في حواضرها
وجدتَ فيها القِرى للبأس مصطحبا
سراج الجراد

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار