قبل العيد يذهب الرجال والشباب والأطفال إلى الحلاق لحلاقة شعورهم .. فلا عيد بدون حلاقة حيث تصبح محال الحلاقين مكتظة بالزبائن على مدى يومين أو ثلاثة.
ومهنة الحلاقة مهنة قديمة في دير الزور وعن ذلك يتحدث الباحث في التراث الفراتي غسان رمضان فيقول:
سألت الحاجة أم هشام ( والدته) والتي تجاوزت التسعين عاماً حينها، من هو أقدم حلاق في مدينة الدير؟
فذكرت أن والدها المرحوم الملا أحمد بهاء الدين التدمري من مواليد الدير عام ١٨٨٢م أخبرها أن أقدم الحلاقين بدير الزور هو الحلاق (كنوف) وهو ” نصراني” وكان محله جانب محل بهلول الحديدي، وكان يطلق عليه المزين أو المحسن قديماً وهو من مواليد ١٨٨٠م.
بالإضافة لكونه حلاقا كان طبيباً شعبياً يداوي الأمراض بواسطة العلق الذي يمتص الدم الفاسد من الدمامل وكذلك من لديه مرض الضغط.
ويضيف الرمضان أن من الحلاقين القدماء علاوي التفاحة وكان محله جانب البوابة العثمانية، ويعقوب فطوط، ومصطفى العرب، وأحمد السلطان ومحالهم تنتشر جانب البريد القديم، وخضر اللطيف، وحلمي، وتحسين الشاكر وكانت محالهم بالقرب من الساحة العامة، ومحمد الخديرة ومحله قرب المصرف التجاري، وعبدالمجيد الغريب محله جانب مقهى الروضة، وحمدي الضللي وكان محله مقابل السرايا، وويس الكاطع ومحله بالقرب من الساحة، وقاسم العرب، والحاج فتوح جانب فرن الشامي، ونصيف المشرف مقابل السرايا، وعلي الفريح مقابل سينما الزهراء، وسعيد الكمش، وحسن المصيطف، والحلاق جان بسوق الجبيلة، وجابر الدرويش، وجمول جانب سوق الصياغ، ومخلف السالم، وسنجار ووصفي بكرجي، أما مدالله شاهر مقابل بيت توفيق الفنوش وهو عازف عود، وهناك الحلاق أحمد الحطاب ليس له محل وهو مختص بأهل الحويقة يذهب للبساتين ويلبس القبقاب ولا يأخذ نقود إنما يأخذ خضروات وفواكه، أما الحلاق حنا سانو فكان يعالج الثعلبة واستلم من بعده ابنه عموس.
وكانت عطلة الحلاقين يوم الاثنين ومن الطقوس القديمة لحلاقة المتصرف العثماني يدخل الحلاق وخلفه الأجير باسطاً يديه إلى الأمام وفوقها البشكير حيث تتوضع أدوات الحلاقة.
ومن أنواع القصات هي الفرنكة والتي تشبه حالياً (البانكي)، أما أدوات الحلاقة حقيبة جلدية، موس حلاقة، طاسة، مسن جلدي (قشاط)، مسن حجري، مشط، قطع قماش(خلاقين)، بيلون، قلو، شنان، صحن يوضع حول الحلق، ومكنة يدوية ذات راصورات عليه أمشاط ذات نمر متعددة.
وكان ثمن الحلاقة للصغار في الزمن التركي نصف ربية وللكبار ربية، أما عام ١٩٣٠م كانت الحلاقة للصغار قرشين، ويزيد الزبون في أجرة الحلاق قبل العيد كما يقوم معظم الزبائن بإعطاء الاجير في محل الحلاقة بقشيش، وكذلك يزداد البقشيش في حلاقة العيد .
الفرات