جعفر الصادق الرحبي هو أحد أبناء العلامة ويس الرحبي و هو علم من أعلام وادي الفرات البارزين، ولد في قلعة الرحبة بمدينة الميادين عام 1869ميلادي، وهو من عائلة اشتهرت بالعلم والأدب والدين، في هذه الأسرة نشأ وتعلم فيها العلوم العقلية والنقلية كافة، حيث كان جده الذي يقيم في قلعة الرحبة القريبة من بلدة الميادين يشغل منصب قاضي القضاة في المجلس الشرعي الشريف، ولم يكتف بما تلقاه من علماء المدينة بل غادرها إلى دمشق بهدف الدراسة وتلقي العلوم من علمائها ومشايخها، فأخذ من محدث بلاد الشام الكبير الشيخ بدر الدين الحسني و حصل منه على الإجازة العلمية, كما التقى شيخ الطريقة الرفاعية الشيخ إبراهيم الراوي الرفاعي البغدادي, و قد لازم الشيخ أحمد الراوي الكبير مؤسس الطريقة الرفاعية والذي أسس التكية الرفاعية الراوية في مدينة الميادين ومدينة دير الزور. والتي كان لها دور كبير في نشر العلوم الدينية في وادي الفرات، كما أخذ العلم على يد الشيخ حسين الأزهري الذي لازمه كثيراً و أجيز منه, و لم تنقطع علاقته مع علماء دمشق فقد استمرت الصلة معهم وكان يتردد عليهم بين الفترة و الأخرى, كما كان يلتقي بعلماء آخرين من حلب و حمص و حماة ويُجري معهم الحوارات العلمية والدينية و يأخذ منهم و يأخذون منه, حتى علا شأنه العلمي وذاع صيته في البلاد, و لهذه المكانة العلمية نُقل من الميادين إلى دير الزور وعُين المدرس الأول للواء الفرات.
كان له ديوان ( مجلس ) خاص يؤمه أهل العلم و طلابه من أبناء الفرات والجزيرة.
و قد تتلمذ على يده الكثير من أبناء الفرات و الجزيرة ومنهم الشيخ محمد سعيد المفتي رحمه الله و أجازه في علوم اللغة بفروعها و الدين, و أُجيز على يده كذلك الأستاذ محمد صالح بربندي ومن أبناء الميادين الذين تلقوا على يده العلوم الفقهية واللغوية السيد صالح العليوي الإبراهيم والسيد عبد الرحمن الجاسم ومن تلاميذه ابنه الشاعر عبد الجبار الرحبي الذي تلقى على يده العلوم الفقهية و اللغوية و أصبح بعد وفاة والده مرجعاً في اللغة و النحو والصرف, و كان العلامة الشيخ جعفر صادق الرحبي يتقن علوم العقائد و المنطق و النحو و البلاغة و الفقه بالإضافة إلى أنه كان ينظم الشعر و أكثر ما كتب في الشعر الصوفي كما أن أبرز الأغراض التي تناولها في قصائده الرثاء ودرس طلابه كل هذه العلوم على اختلاف أنواعها.
كان خطيباً مفوهاً و محدثاً يجذب السامع بحديثه فقد كان تلاميذه يجلسون يستمعون و يستمتعون حتى ولو أطال في الحديث ساعات طويلة دون ضجرٍ أو ملل.
وقد كان يقصد مجلسه الكثير من الناس يستفتونه في الكثير من أحوالهم الدينية والدنيوية يحصلون من خلال هذه الفتاوى على ضالتهم التي ترشدهم إلى الطريق الصواب تمتع بأخلاق من أخلاق السلف الصالح.
له ديوان شعر يغلب عليه الشعر الصوفي و الرثاء، ورسالة في النحو، ورسالة في المنطق، ورسالة في الاستعارات، وشرح المقاصد المهمة في الحديث.