عصمان بيك.. التركي الذي صار أشهر أعلام دير الزور

 

ولد عصمان بيك في دير الزور سنة 1895، وهو حفيد والي دير الزور العثماني حسن آغا، عاش كل حياته  في الدير في حي الحويقة المطل على النهر، وتوفي فيها سنة 1981.

اشتهر عصمان بيك لدى أهالي الدير قاطبة حتى كاد يتحول إلى أسطورة، فيحكي الأجداد والجدات أنه كان ثرياً لدرجة أنه لا يعرف عدد أملاكه، وفي الوقت ذاته كسب قلوب الكبار والصغار، فقد كان كريماً محباً للفقراء وعطوفاً عليهم، وكان يوزع أكياس القمح على الفقراء في موسم الحصاد، ويضع عند كل باب كيساً دون أن يعلم أهل المنزل من وضعه، إضافة إلى تخصيصه رواتب شهرية للفقراء بدير الزور، ومن المعروف عنه أنه كان يتصدق يومياً بمائة ليرة سورية، أي ما يعادل أربع ليرات ذهبية في تلك الأيام.

كانت لعصمان بيك الأسبقية في مجالات كثيرة، فهو أول من امتلك سيارة في دير الزور وكانت من نوع فورد، وهو أول من أدخل أقلام شجرة العنب مغروسة في حبات البطاطا حتى لا تتلف، وهو أول من أحضر بذور الملوخية من مصر وزرعها في دير الزور، كما كان مولعاً بالصيد وبالحيوانات، وكانت حديقة منزله عبارة عن حديقة حيوان، تحوي حتى الحيوانات النادرة، وكانت تربية الخيول الأصيلة من أهم هواياته، وكان يملك منها أربعين فرساً موزعة في أراضيه.

منزل عصمان بيك في حي الحويقة كان أحد معالم دير الزور، وهو مبني على طراز القصور المعماري المصري، وكان المنزل مفتوحاً أمام جميع الناس في أواخر أيامه، ويرتاده السواح الأجانب، لازم منزله حتى توفي في آخر يوم من شهر رمضان عام 1981، ولم يسبق لدير الزور أن شهدت تشييعاً مشابهاً له حتى أقفلت جميع المحال، وسط صياح النساء صاحبات الأيتام الذين كان ينفق عليهم، وترحم الصغار والكبار.

الفرات

 

 

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار