خمس سنوات على ذكرى النصر العظيم ذكرى انتصار دير الرجال
اكثر من الف يوم من الصمود أدخلت دير الرجال مرة أخرى في سجل العز والفخار بعد ان تكلل صبر وبطولة أبنائها بنصر تمثل بكسر أطول حصار فرض على مدينة في العصر الحديث .
و بعد مرور خمس سنوات على كسر الحصار تشهد دير الزور عودة معظم الخدمات وإعادة تفعيل العمل في المؤسسات والدوائر الحكومية الأمر الذي ساهم بعودة اكثر من مليون مواطن إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها جراء الإرهاب.
نائب رئيس المكتب التنفيذي لمحافظة دير الزور الدكتور كنعان عبد الوهاب أكد ان محافظة دير الزور تعرضت خلال سنوات الحصار لتخريب كبير على يد التنظيمات الإرهابية لكن ذلك لم يقف عائقا امام أبنائها وكوادرها الخدمية من العمل لاعادة اعمار ماخربه الإرهاب وسد الاحتياجات الناجمة عن هذا التخريب والتي تزايدت بشكل كبير نتيجة للعودة المكثفة والمتسارعة للأهالي إلى المناطق المحررة ، حيث حظيت دير الزور بدعم كبير من الحكومة ترافق مع عمل متواصل من الفريق الخدمي في المحافظة انعكس بصورة إيجابية وملحوظة على تحسن الواقع الخدمي والتنموي والإنتاجي في كل المناطق المحررة .
و منذ بداية التحرير عملت المحافظة على تأمين الخدمات الأساسية للمناطق المحررة وعلى رأسها إزالة الأنقاض وفتح الشوارع وتأهيل الصرف الصحي ومحطات المياه والمخابز والمدارس إضافة إلى باقي الخدمات من كهرباء واتصالات وإنارة بالطاقة الشمسية وتفعيل للدوائر الحكومية وإعادة إحياء للأسواق التجارية.
بدوره بين مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب بديرالزور المهندس لورانس الحسين ان المؤسسة تعمل على تأمين المياه النقية والصالحة للشرب لكل مناطق المحافظة المحررة من الإرهاب وذلك من خلال محطات المياه الرئيسية والنموذجية البالغ عددها 71 محطة
لافتا الى ان عدد محطات ضخ المياه التي وضعت في الخدمة ارتفع من محطة واحدة في عام 2017 إلى 33 في عام 2018 ووصل إلى 71 محطة في الوقت الحالي وتم اجراء اعمال الصيانة والتأهيل لكافة خطوط الشبكة المرتبطة بهذه المحطات وتنفيذ مشاريع عدة لتحسين واقع المنظومة المائية.
وأوضح مدير الشركة العامة للكهرباء بدير الزور المهندس خالد لطفي انه منذ عودة التيار الكهربائي إلى المحافظة عام 2018 تمت تغذية معظم مساحة المحافظة من خلال إعادة تأهيل وتشغيل محطات 20 ك.ف هي محطة الطلائع “8 مخارج” ومحطة الإذاعة “5 مخارج” ومحطة التيم “مخرج واحد” ومحطة الميادين “4 مخارج” ومحطة الجلاء “3 مخارج” كما تم تركيب 726 محولة باستطاعات مختلفة كما قامت الورشات الفنية بتأهيل المجموعتين الغازية الأولى والثانية في محطة تحويل التيم وإدخالهما الخدمة ، إضافة إلى تمديد شبكات للتوتر المتوسط والمنخفض وإيصال التيار الكهربائي إلى ريف المحافظة الشمالي عبر إيصال خط إلى الحسينية عبر حويجة كاطع في نهر الفرات وتمت إعادة تفعيل الجباية عبر 7 مراكز في كل من دير الزور والميادين والبوكمال والعشارة .
مدير التربية جاسم الفريح بين ان القطاع التربوي من القطاعات التي شهدت تعافياً سريعاً ووصل عدد المدارس المفتتحة الى 365 مدرسة وعدد الطلاب 165 الف طالب وطالبة
وتم إعادة تفعيل العمل في المجمعات التربوية وتأمين كل مستلزمات العملية التربوية من مقاعد صفية وكتب ولوازم مدرسية.
ومع عودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم عادت عجلة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني و بين مدير الزراعة المهندس فؤاد عابدون أن القطاع الزراعي عاد إلى العمل بعد أن تلقى الكثير من الدعم الحكومي من خلال توفير كل مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة ومحروقات ومياه سقاية وإعادة تأهيل القطاعين الثالث والخامس للري الحكومي وإعادة تأهيل وتركيب مجموعات ري زراعي الأمر الذي زاد من مساحة الأراضي الزراعية التي وصلت هذا الموسم إلى نحو 22 ألف هكتار لموسم القمح و6 الاف هكتارلموسم القطن .
وتمت إعادة تفعيل العمل في 47 وحدة إرشادية تعمل على تقديم الدعم للمزارعين وتقديم منح تتضمن شبكات الري بالتنقيط إضافة إلى المنح الإنتاجية.
واستمر القطاع الصحي بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين طوال سنوات الحصار الجائر على دير الزور من خلال مشفى الأسد و4 مراكز صحية في المدينة.
ولفت مدير الصحة الدكتور بشار الشعيبي إلى أن القطاع الصحي في المحافظة شهد تحسناً ملحوظاً في السنوات التي تلت فك الحصار عن دير الزور وتحرير أريافها من الإرهاب حيث ارتفع عدد المراكز الصحية من 4 مراكز في نهاية عام 2017 إلى 42 مركزاً ،كما استمر العمل على تقديم الخدمات ضمن مجمع المشافي في مشفى الأسد والذي يضم الهيئة العامة لمشفى الأسد الذي يقدم الخدمات الجراحية “عامة وعظمية واوعية وعصبية وصدرية” إضافة إلى قسم الكلية الصناعي الذي يحوي 17 جهاز غسيل كلى وقسم تفتيت الحصيات والعيادات الخارجية التي تضم عيادات أمراض “الأذن والأنف والحنجرة-العينية- العصبية- البولية- العظمية- جراحة الفم والوجه والفكين والجراحة” ومخبراً مركزيا للتحاليل الطبية وتصوير الأشعة والماموغراف ، ومشفى الفرات الذي يقدم خدمات الأمراض الداخلية والقلبية والعناية العصبية ، ومشفى الأطفال والتوليد الذي يقدم خدمات الأمراض والجراحة النسائية وأمراض الأطفال ويحتوي على غرفة عمليات وولادة وجناح الحواضن الذي يضم 16 حاضنة بمواصفات حديثة.
و تم رفد القطاع الصحي بالكثير من الاحتياجات من أدوية ولقاحات وأجهزة طبية متطورة وعربات جراحية وعيادات متنقلة وسيارات إسعاف.
وحظيت باقي القطاعات بدعم كبير ساهم في تحسين الواقع الخدمي للمحافظة حيث استمرت جامعة الفرات بالعمل في معظم الكليات لتكون منارة للعلم والمعرفة ، و بلغ عدد مراكز الاتصالات الداخلة في الخدمة 11 مركزاً وعدد صالات السورية للتجارة 47 صالة ومنفذ بيع تنتشر على كامل مساحة المحافظة وبلغ عدد المخابز 78 مخبزاً وتم تفعيل العمل في مراكز السجل المدني في كل من الشميطية والبوكمال والميادين والجلاء والعشارة والتبني وموحسن وصبيخان و فرع الهجرة والجوازات وافتتاح مركزين لخدمة المواطن في المدينة كما تتم متابعة ومراقبة الأسواق والأفران بصورة دائمة وضبط المخالفين.