اشتهرت دير الزور بعمل الكباب وفيها من تفوق بإعداده وشوائه، فصارت أسماء الكببجية المشهورين نقاط علام يستدل بها على الدوائر الحكومية والعيادات والمكاتب، فيقال للسائل: التجنيد بالقرب من شريف القصاب، والمخفر بالقرب من صلوح العواد، ومنتصف الشارع العام يحدد بعايش القصاب ومنصف سوق الجبيلة هناك رموض العفدل والأسماء كثيرة وكلهم أجادوا في مهنتهم واكتسبوا الشهرة من ورائها، أما حي الجورة فقد اقترن اسمه بالكباب فكلما ذكرت الكباب تذكرت الجورة بمداخن شوائها، ولم تعد تحلو لك السهرات إلا في محلات كباب الجورة.
للكباب أنواع عديدة منها كباب الباذنجان وكباب الكمأة وكباب الدقة.
وعشاق الكباب هم أبناء الريف الذين يأتون من أقصى مناطقه الى المدينة كي يتناولوه عدا أن كل بيت ريفي لا بد أن يكون فيه منقل لشوي الكباب، وكذلك كل بيت في المدينة، فهو وجبة مقدسة لدى الديريين وقد اعتاد أهل الدير أن يتناولوا الكباب صباحا ولا احد يعرف سبب هذه العادة حتى الآن، مصحوبا بتوابع الكباب من السلطات والخضار ويسمى السرفيس وأصبح الكباب مجالا للرهان بين الناس، فقد اعتاد الأصحاب على أن يكون الرهن بينهم فطور كباب كما لعب الكباب دورا اجتماعيا بارزا في مدينتا مشاركا أهلها في أفراحها وأتراحها فهو فطور للعروس في صباح زفافها ويرسل إلى أهل العريس من ذوي العروس، وفي الأحزان يرسل إلى أهل المتوفى ما يدعى غرف كباب لذويه مشاركة من مرسله لهؤلاء في عزائهم.