تستأهل الوقت والجهد.. سمنة الدير العربية هي الألذ

 

يشتهر ريف دير الزور بشقيه الشامية والجزيرة بصناعة السمن العربي، وتختلف نوعية السمن بينهما بسبب اختلاف مراعي الغنم والبقر، ومن المعروف أن المرعى يؤثر على لون السمن وطعمه ونوعيته.

وعلى الرغم مما عاناه ريف دير الزور خلال العشر سنوات الماضية، إلا أنه حافظ على تراثه وصناعاته ومنها صناعة السمن بالطرق التقليدية والقديمة الطبيعية مئة بالمئة، ولو أن هذه النوعية من السمن الطبيعي لم تعد في متناول يد المواطن العادي بسبب ارتفاع أسعارها فسمن الغنم يتجاوز الأربعين ألف ليرة أما البقر فيصل الكيلو إلى 25 ألف ليرة.

طريق عمل السمن العربي طويلة ومعقدة وتستخدم فيها مواد وأدوات وتنتقل من مرحلة إلى أخرى، وملخصها أن السمن يتشكل من غلي الحليب على نار بطيئة لفترة طويلة ثم تخثيره بإضافة اللبن (الخاثر) ثم وضعه في وعاء من جلد الغنم أو الماعز يكون مدبوغا بالرمان والبن من الخارج لعزل الروائح الخارجية.

يسمى هذا الوعاء الجلدي (شجوة) وتعلق الشجوة على شجرة ويتم هزها لفترات طويلة حتى ينفصل ما بداخلها عن بعضه، وهي مهمة مجهدة يقوم بها شخصان يتقابلان يدفع أحدهما الشجوة باتجاه الآخر طوال ساعات، فتنفصل الزبدة عن الدسم عن اللبن الذي يسمى (شنينة) وهو شراب دسم بارد كاللبن الرائب يتناوله الديريون بكثرة وهو شديد الفائدة واللذة تكلمنا عنه سابقا.

بعد استخلاص الزبدة التي تم جمعها من الشجوة توضعا في قدر، وتتم إذابتها على نار هادئة مع الاستمرار بعملية التحريك، وهنا يتم إضافة كأس من البرغل، ويوضع بهدف إزالة الطعمة من السمنة، ولسحب رطوبة الماء إن وجدت و كمية قليلة من حبة تسمى (الطوالية) و قطع التفاح.

وعندما تذوب الزبدة وتخرج منها الرطوبة واللبن، يطفو على سطح القدر بعض الشوائب تتم إزالتها بمصفاة خاصة، وفي هذه الحالة يتغير قوام هذه الزبدة، لتصبح سمنة عربية، نتركها حتى تبرد، ثم نفرغها في (عكة) وهي مصنوعة من جلد الغنم أو الماعز، أو في أعيرة فخارية، ونجد عدداً من الأسر تقوم بعملية دهن لبطن الأعيرة بدبس التمر الحلو من أجل الحفاظ على جودة السمنة وطعمتها.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار