تتميز المونة الفراتية بطابع خاص بها، وخصوصا أهل الدير الذين ابتكرت نساؤهم منذ القديم وسائل لحفظ المونة قبل وجود البرادات، وأهم وسائل الحفظ هذه التنشيف بالشمس ويسمى (التيبيس) والحفظ بالمرقة (رب البندورة) الحمراء والصفراء (الليمون وزيت الزيتون والملح).
وأشهر ما يخزنه الديريون من المونة المكدوس الذي يشتهرون به بسبب جودة الباذنجان المستخدم وهو من منطقة الشميطية وباذنجان الشميطية مشهور عربيا مثل زيتون إدلب وحمضيات الساحل وغيرها من ثمار الجنة السورية الكثيرة.
ويتفرد الديريون بحفظ الباميا برب البندورة على طريقة الضغط بالهواء ويسمونها الباميا المضغوطة، كما يسمون تيبيس الباميا بالهواء والشمس (التزرير) ويسمون تيبيس الباذنجان ( اللظم) فيقال للتي تستخدم الإبرة الكبيرة الخاصة المسماة (مخاط) بتشديد الخاء مع خيط (الملاحف) وهو من القطن حصرا لعمل سلسلة من الباميا (تزرر باميا) وللتي تفعل هذا مع الباذنجان (تلظم باذنجان).
كما يعد فصل الصيف موسما لتخزين الجبن المملح، حيث يقاس الملح المناسب لأقراص الجبن المدورة على طريقة البيضة، وهو قياس نسبة الملوحة في الماء بارتفاع البيضة فيه وهبوطها، والصيف هو فصل التخزين للجبن لأن الغنم العواس (التي تسرح في البادية) تكون قد أكملت رعيها من النباتات العطرية المغذية واللذيذة التي تمنح لبن الغنم نكهة لا توصف.