مشوي ومقلي.. السمك عنوان موائد الديريين في الصيف

 

قديما كنت عندما تتمشى في شارع النهر بدير الزور متجها إلى من جسر لآخر ترى الصيادين مصطفين على كتف الفرات ساكني الحركة يدلون سناراتهم لا يبدو منهم ليلا سوى لمعان سجائرهم فيظنهم من لا يعرف المدينة (سبوتات) صغيرة جدا للزينة على شاطئ النهر.

هؤلاء هم محترفو الليل، أما محترفو النهار فلهم قواربهم وشباكهم وطعومهم، تراهم منشرين تملؤ زوارقهم الفرات في الصيف بعد انتهاء فترة التحريم التي تمتد من دخول الربيع في أول آذار حتى الشهر الخامس، والذي بعد انتهائه يكون السمك قد فرخ وكبر وجاز صيده وقد ازدحم الفرات بأصنافه اللذيذة مثل الكرب والبني والسلور والجراري والبوري.

طريقتان فقط هما السائدتان في الدير لأكل السمك، مشوي ومقلي بعد تتبيله، وفي القديم شاع في ريف الدير السمك (المسكوف) أي المسقوف، وهو سمك شديد اللذة يشوى بمدافن رملية مثل المندي ويسقف أي يغطى بالقصدير والرمل بعد تبلة من صلصة خاصة، وتكون النار تحته خفيفة جدا ويشوى على رذاذ النار دون أن تمسه، والمسكوف طارئ على ريف الدير فهو طعام عراقي مئة بالمئة تراثي ساد في الجنوب على دجلة وشط العرب وليس الفرات، ولم يعد موجودا في الدير، أما حديثا فقد دخلت طبخات السمك تأثرا بالساحل السوري، واكتشف الديريون طرق لذيذة جدا لم يكونوا يعرفوها مثل الصيادية والسمكة الحرة والكبسة وغيرها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار