هذه الصور ليست من الريف الفرنسي ولا غيره لمن يتساءل، إنها من ريف دير الزور وهو يشرب آخر كؤوسه من نهر الفرات قبل أن يتزين هذا الاخضرار المترامي الأطراف بشتى الألوان، تين أحمر وعنب أصفر وغيرهما الكثير من صنوف الغلال، وليس هذا الكرنفال اللوني هبة الفرات فحسب، بل هبة الوطن الذي فتح ذراعيه لأبنائه العائدين إلى قراهم وبلداتهم، وهبة قائد الوطن الذي رأى هذا المشهد متشكلا وراهن عليه وعلى صانعيه، فيما راهن الآخرون على أن صانعيه لن يصنعوه، بمعنى أنهم باعوا الجمال بصندوق مساعدات، وها هي النتيجة الفاصلة للرهانين، احتفال أخضر مهيب استحقه صانعوه لأنهم وثقوا بالوطن وبقائد الوطن.