تدابير ومحاولات حثيثة من جانب الحكومة السورية للتصدي لما يعتبر خطرا حقيقيا يهدد وجود الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة، فالمؤشّرات توحي بانخفاض حادّ في أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة التي طالتها ظروف الحرب في السنوات الماضية ليتوجها موسم الجفاف هذا العام، ليضاعف الخطر باحتمالية تسجيل تناقص إضافي ، أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل يفوق قدرة المربين المادية وقد بلغت تكلفة العلف اليومية لمئة رأس من الأغنام، مبالغ تتُراوح بين 150 و250 ألف ليرة سورية وقد لجأ معظم مربّي الثروة الحيوانية للضمان، أي استئجار بقايا المحاصيل في الأراضي الزراعية التي خرجت من الإنتاج الزراعي، الجفاف أدّى الى شحّ في مادتَي الشعير والتبن الرئيسيتين كموادّ علفية ولجأغالبية المربّين لبيع جزء من القطيع لتأمين العلف وتربية الجزء المتبقّي.
الزراعة: خطر حقيقي على الثروة الحيوانية
وتعترف مديرية الزراعة بوجود هذا الخطر، وأن الثروة الحيوانية في مأزق حقيقي، وتحتاج إلى دعم وفي هذا السياق يقرّ مدير الزراعة في محافظة الحسكة المهندس علي خلوف بوجود خطر كبير يهدّد الثروة الحيوانية في الجزيرة السورية وأن هذا العام هو من المواسم الصعبة على مربّي الماشية، بسبب انحباس الأمطار، والغلاء الكبير في أسعار الأعلاف، لافتا الى أن خروج مراكز الأعلاف عن سيطرة الجهات الحكومية، أثّر بشكل كبير على تقديم الدعم للمربّين
الإحصاء: الثروة الحيوانية تتابع تقلصها
رئيس دائرة الاحصاء والتخطيط والتعاون الدولي بالمديرية المهندس محمد العطية كشف أن الثروة الحيوانية في المحافظة الزراعية تأثرت بشكل كبير ومتفاوت جراء الجفاف خلال هذا العام والعام السابق حيث انخفضت أعدادها بشكل ملحوظ وحسب احصاء عام 2021 كانت اعداد الاغنام مليون و400الف و173 راسا والماعز 158642 راسا والابقار 70243 راسا والجواميس 5195
نقابة الاطباء البيطرين: النقص يصل الى 50 بالمئة
رئيس مجلس فرع نقابة الأطباء البيطريين بالحسكة الدكتور عمار عثمان بين انه من خلال استعراض واقع الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة نرى ان خسائر الثروة الحيوانية من حيث النفوق و الذبح و البيع الاضطراري بقصد تأمين الاعلاف و الأدوية وصل الى ما يقارب ٥٠٪ وكذلك نتيجة الظروف الجوية الجافة التي مرت بها المحافظة و ارتفاع أسعار الاعلاف و نقصها في المرحلة السابقة من الأسواق بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية مقارنة مع انخفاض اسعار بيع الحيوانات
ويقدم رئيس مجلس فرع نقابة الأطباء البيطريين بالحسكة عدة اقتراحات لتفادي الأضرار وهي تامين الأدوية و اللقاحات البيطرية بما يلائم اعداد الثروة الحيوانية وتأمين الاعلاف و توزيعها بأسعار رمزية للمربين والعمل مع الجهات المختصة لمنع تهريب الاغنام العواس والعمل مع الجهات المعنية لتشجيع المربين على زراعة أصناف علفية جديدة و منح المربين قروض إنتاجية لتخفيف الأضرار.
اتحاد الفلاحين: نصف الثروة الحيوانية كان مصيرها الذبح
وأوضح رئيس اتحاد فلاحي محافظة الحسكة عبد الحميد الكركو ان انخفض عدد قطيع الثروة الحيوانية بالمحافظة بشكل عام يعود لقلة المراعي وقلة الاعلاف وغلاء اسعارها ان وجدت في الاسواق ما ادى بالمربين الى بيع نصف القطيع لإعاشة النصف الثاني هذا بالإضافة الذبح المستمر وقدر ان القطيع بالمحافظة انخفض الى الثلث، مشيرا الى ان الاتحاد حسب المهام المنوطة به يقدم الواقع والمشاكل والهموم الى الجهات المعنية بالقطاع الزراعي ومنها الشق الحيواني وليس لديه المادة او مستلزمات الانتاج العينية او النقدية ليقدمها للفلاحين
اخيرا …..
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيع مربو الثروة الحيوانية بمحافظة الحسكة الاستمرار في تربية الاغنام والماعز والابقار والجواميس في ظل ظروف صعبة؟ وهم بحاجة الى تدخل سريع من الحكومة السورية التي تدعم عادةً مربّي الثروة الحيوانية بدورات علفية بأسعار رمزية، وهو ما كان يشكّل دعماً ملحوظاً في مواسم الجفاف، وانخفاض مساحات الرعي الزراعية، إلا أن سيطرة ما يعرف بـ(الإدارة الذاتية الكردية) على اغلب مراكز الأعلاف جعلا من الدعم الحكومي محدوداً حيث ان كميات النخالة التي تنتجها المطاحن بالمحافظة لا تكاد تغطي جزءا بسيطا من الاحتياج
الحسكة ــــــ حجي المسواط