18 شباط 2022 تاريخ لن ينساه أبو الحسن ذو التاسعة والخمسين عاما أبدا، قبل ذلك اليوم كانت حياة أبو الحسن عادية كحياة واحد من الفقراء الذين يحاربون الظروف لإعالة عوائلهم وتأمين طعام يومي على موائدهم، لكن بعد هذا التاريخ تغير كل شئ، عندما كان أبو الحسن بين جماهير الفتوة يتابع إحدى المباريات وهو اللاعب السابق للنادي.
وقتها شعر بصعوبة في تحريك نصف جسمه الأيمن، ثم فقد القدرة نهائيا ووقع وتم إسعافه بشكل فوري من قبل متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري إلى الهيئة العامة لمشفى الأسد بدير الزور، حيث شُخِصت حالته بشلل نصفي، إثر ارتفاع في ضغط الدم أدى إلى نزيف دماغي، وبعد مكوثه في المشفى 5 أيام عاد إلى منزله، وبدأت الحياة تتحول إلى اللون الأسود، يقول أبو الحسن عن تلك الفترة: (فقدت القدرة على إنجاز أبسط المهام، لم يعد جسمي يساعدني، لم يكن الأمر سهلاً أبداً، لكن عائلتي والمحيطين بي منحوني الكثير من الدعم، فقررت ألا أستسلم للوضع الجديد، الأمر لم يكن خياراً أيضاً كان علي النهوض، وقيادة سيارتي من جديد لإعالة زوجتي وابني).
وها هو أبو الحسن يعود للعمل على شاحنته بعد فترة من المعاناة لم ييأس خلالها فقصد الحسن عيادة العلاج الفيزيائي في مستوصف الهلال الأحمر في مدينة دير الزور، وبعد جلسات أسبوعية على مدى ثلاثة أشهر، أصبح بإمكانه قيادة شاحنته الصغيرة والعمل كالسابق، مع الاستمرار بالعلاج ليتعافى بصورة كاملة.
يذكر أن عيادة العلاج الفيزيائي التابعة للهلال الأحمر بدير الزور تقدم خدمات متنوعة منها، جلسات معالجة فيزيائية، وتقدم معينات حركية للمرضى من أسرّة وفرشات هوائية وكراسي متحركة وعكاكيز وغيرها، واستقبلت حتى اليوم نحو 577 شخصاً بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.