كثيرة هي العادات التي مازال يتمسك بها أهالي الدير، ويعتبرونها جزءاً من طقوسهم التي ورثوها عن اسلافهم، ففي زفاف العروس وقدوم المولود الجديد، يقوم الأهالي بعبور العروس والمولود سبعة جسور لطرد الحسد عنهما كأحد المعتقدات السائدة لديهم.
بعد الانتهاء من العرس والتجهيز لزفة السيارات، يقوم العريس والأقرباء والأصدقاء بالدوران حول شوارع المدينة، ومن ثم التّوجه إلى جسور المدينة، والتي تبدأ بجسر الجورة مروراً بالجسر المعلّق ثمّ جسر السّياسية بعد ذلك جسر كنامات وجسر السّرايا، إضافة إلى جسر إيمان حجو وجسر محمد الدرة، وهذه العادة ظناً من أهل الدير أنها تطرد الحسد والعين عن العروسين وتقيم علاقة حب بينهما طول العمر بمباركة نهر الفرات.
عند قدوم المولود الجديد يقوم أهله بعد أسبوع من ولادته بتقطيعه سبعة جسور أيضاً لطرد الحسد؛ وليكون الطفل ديرياً بامتياز
وأشار الباحث عوّاد الجاسم بالقول: خلال الزّفة يقوم العرسان بعبور بعض الجسور مشياً على الأقدام؛ لعدم توافر طريق للسيارات حيث يتقدم العرسان ومن ورائهم الأهل والأصدقاء، كما جرت العادة أن تقوم العروس قبل دخول منزل الزّوجيّة بضرب الجدار بقطعة من العجين فإن التصقت بالجدار كان هذا فألاً جيداً، وإن سقطت اعتبر ذلك نذير شؤم، وإن كانت هذه العادة منتشرة في محافظات أخرى بصورة أكثر رسوخاً، كما جرت العادة أن تقوم العروس بكسر زجاجة من العطر أو ماء الورد على عتبة منزلها الجديد قبل دخوله، كما أنّها تحمل مع جهاز عرسها المصحف الشريف الذي تعنى بالقماش الذي يلف به بصورة خاصة، كما تُحض على دخول المنزل بقدمها اليمنى.
ويشير الباحث عبد القادر عياش في مجلة صوت الفرات حول زفّة العروس بالقول: قديماً تزفّ العروس من بيت أهلها سيراً على الأقدام، وكان ذلك وقت العصر ويكملون السير حتّى ينتهون من عبور الجسور؛ لاعتقادهم بأنّ الميه تقطع الشر، وإلى جانبها ومن ورائها قريباتها يغنين غناء خاصاً بزفّة العروس يدور حول مدح العريس ووالده.
ويتضمن أبيات غزلية:
ريام الدير عالردى ما أحسنه / جابر حطوا بدلالي محسنة
يناهي جعد أبو كذلة ما احسنه / من أمه تكول شرطان الذهاب
وأضاف عياش بالقول: لا يزال أهالي الدير يغنون نفس الغناء في زفة العروس، وتقضي التقاليد بأن يمرَّ موكب سيارات العروس من فوق الجسر الصغير مروراً بباقي الجسور ومع الغناء تتعالى زغاريد النساء وتسمى الهلاهل.
وهذه بعض أبيات الغزل ومنها:
حدّرت من العلوه تومي وتوحي / توميلك يا حسن بردن الدويحي
انكتت من العلوه بيضة غريره / توميلك يا حسن بردن القصيرة
حدرت من العلوه تومي بردنها / هناك ياحسن بنومة حضنها
وأضاف أيضاً جاء في غناء زفة العروس:
صينية ابو فلان عشرة نقلوها / وزبيد والعربان ما خلصوها.
حنت صياني البو شعبان / هم كلطوا للضيف خرفان.
من الجدير بالذكر أنَّ دير الزور تضمّ 26 جسراً منها 14 جسراً على نهر الفرات و12 جسراً على الوديان، وتمتاز هذه الجسور بطابع حيوي وسياحي هام.